يهدموا الكعبة ، ولم يحولوا القبلة ، ولم يجعلوا الرسول دون الخليفة ، ولم يختموا في أعناق الصحابة ، ولم يغيروا أوقات الصلاة» (١).
وهذا يدل على مدى تأثر الناس بسيرة وروحية حكامهم الأمويين.
١٠ ـ ومن خصائص الشيعة العلم والفقه.
١١ ـ الجود والكرم. ويدل على هذا ، وعلى سابقه : ما روي من أنه دخل عبد الله بن صفوان على عبد الله بن الزبير ، وهو يومئذ بمكة فقال :
أصبحت كما قال الشاعر :
فإن تصبك من الأيام جائحة |
|
لا أبك منك على دنيا ولا دين |
فقال : وما ذاك يا أعرج؟
فقال : هذا عبد الله بن عباس يفقه الناس ، وعبيد الله أخوه يطعم الناس ، فما أبقيا لك؟
فأحفظه ذلك ، فأرسل صاحب شرطته ، عبد الله بن مطيع ، وقال له : انطلق إلى ابني عباس ، فقل لهما : أعمدتما إلى راية ترابية قد وضعها الله ، فنصبتماها؟ بددا عني جمعكما ، ومن ضوى إليكما من أهل الدنيا ، وإلا فعلت وفعلت.
فقال ابن عباس : ثكلتك أمك ، والله ما يأتينا من الناس غير رجلين : طالب فقه ، أو طالب فضل. فأي هذين تمنع؟! فقال أبو الطفيل :
لا در در الليالي كيف تضحكنا |
|
منها خطوب أعاجيب وتبكينا |
ومثل ما تحدث الأيام من غير |
|
يا ابن الزبير عن الدنيا تسلينا |
__________________
(١) آثار الجاحظ ص ٢٠٥.