لأصحاب الشورى قوله :
«نشدتكم بالله ، أفيكم أحد كان يأخذ الخمس مع النبي «صلى الله عليه وآله» قبل أن يؤمن أحد من قرابته غيري وغير فاطمة؟
قالوا : اللهم لا» (١).
فهذا النص يدل على أن تشريع الخمس كان في مكة في بدء الدعوة ، وحتى قبل أن يسلم أحد من أهل بيته «صلى الله عليه وآله».
ولكن في هذا النص إشكال ، وهو أن جعفر «رحمه الله» قد أسلم في بدء الدعوة أيضا ، وحمزة قد أسلم في حدود السنة الرابعة أو الخامسة ، وكذلك أبو طالب ، أي قبل ولادة فاطمة صلوات الله وسلامه عليها. ويمكن أن يجاب عن ذلك :
أولا : إن أبا طالب لم يكن ثمة بحاجة للمال ، وكذلك النبي «صلى الله عليه وآله» وخديجة. وقد كانوا في الشعب ينفقون من أموال خديجة ، وأبي طالب ، كما تقدم.
وأما جعفر ، فلم يعلم : أنه كان يستحق من الخمس ، فلعله كان مليا من المال ؛ كما أنه كان يعيش في بلاد الحبشة وكذا حمزة فلعله كان مليا أيضا.
__________________
(١) ترجمة الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ ابن عساكر بتحقيق المحمودي ج ٣ ص ٩٠ ، وراجع ص ٩٥ ، وراجع : مناقب الخوارزمي ص ٢٢٥ ، وفرائد السمطين ج ١ ص ٣٢٢. وفي هامش ترجمة الإمام علي ج ٣ ص ٨٨ / ٨٩ مصادر كثيرة لحديث المناشدة.
وراجع أيضا : الضعفاء الكبير ج ١ ص ٢١١ وليس فيه كلمة (قبل أن يؤمن أحد من قرابته) واللآلي المصنوعة ج ١ ص ٣٦٢.