موضع شك وريب ، كما يظهر من ملاحظة ما يلي :
أولا : قد تقدم في هذا الكتاب ما يدل على أن السيدة خديجة قد تزوجها رسول الله «صلىاللهعليهوآله» وهي بكر ، إذ قد ظهر عدم صحة ما يدّعونه من أنها قد تزوجت قبل النبي «صلىاللهعليهوآله» بأحد من الناس.
فلا تصح دعوى عائشة : أنه لم يتزوج بكرا غيرها.
وربما يجد الباحث في حرص عائشة على إتحاف نفسها بهذا الوسام ، وبغيره من أوسمة ثبت بطلان نسبتها إليها ، وحرمان سائر نساء النبي «صلىاللهعليهوآله» من أية ميزة ثبتت لهن ، ربما يجد في ذلك ما يبرر الشك في أن تكون عائشة نفسها ومحبوها وراء الشائعات الباطلة عن زواج خديجة «عليهاالسلام» بغير رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
ثانيا : قال الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان ، حدثنا أبو أسامة ، عن الأجلح ، عن ابن أبي مليكة ، قال : «خطب النبي «صلىاللهعليهوآله» عائشة إلى أبي بكر ، وكان أبو بكر قد زوجها جبير بن مطعم ، فخلعها منه ، فزوجها رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وهي ابنة ست سنين الخ ..» (١).
فهو يصرح في هذا النص : بأنها كانت متزوجة برجل آخر قبل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» .. وإذا كان النبي «صلىاللهعليهوآله» لا يمكن أن يقدم على خطبة امرأة متزوجة فإن هذا يعطينا : أن أبا بكر قد خلعها من زوجها ، ثم عرضها على رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
__________________
(١) المعجم الكبير ج ٢٣ ص ٢٦.