ثانيا : قال ابن عبد البر : «.. أما إعطاء رسول الله «صلىاللهعليهوآله» سيرين أخت مارية لحسان ، فمروي من وجوه ، وأكثرها أن ذلك ليس لضربه صفوان ، بل لذبه بلسانه عن النبي «صلىاللهعليهوآله» في هجاء المشركين له. والله أعلم ..» (١).
ثالثا : إن ابن المعطل إنما اعتذر عن ضربه له بأنه آذاه وهجاه ، وأن الرسول «صلىاللهعليهوآله» قد قال لحسان : أتشوهت على قومي أن هداهم الله للإسلام؟! وليس ثمة من ذكر لأمر الإفك ، ولو كان للإفك شأن ، فإن الاعتذار به ، واللوم عليه ، أولى وأجدر.
هذا .. وثمة رواية تفيد : أن النبي قد عوض حسانا ، وأعطاه حائطا ، في ضربة ابن المعطل له عند ما هجا النبي «صلىاللهعليهوآله» .. فلعل سيرين كانت من جملة ما أعطاه إياه النبي «صلىاللهعليهوآله» في ذلك ..
وستأتي الرواية عند الكلام حول بيت الشعر القائل :
أمسى الجلابيب قد عزوا |
|
الخ .. |
فإلى هناك ..
رابعا : لقد ذكر عبد الرزاق : أن صفوان بن المعطل هو الذي أعطى الجارية لحسان وهي أم عبد الرحمن بن حسان (٢) وربما كان اسمها سيرين أيضا.
فإذا صح هذا فإن سيرين هذه تكون غير أخت مارية ، وقد جاء اسمها
__________________
(١) الإستيعاب بهامش الإصابة ج ١ ص ٣٤١ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٠٥ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٧٨.
(٢) المصنف ج ٩ ص ٤٥٤ والإستذكار ج ٢٥ ص ٥١.