رومان عن قضية الإفك (١).
هذا ما ذكره العسقلاني في مقام تأييد سماع مسروق منها ، ولكنه كما ترى لا يدل على مطلوبه ، وذلك لما يلي :
أولا : لأن ما ذكره لا يثبت حياتها إلى ما بعد وفاة النبي «صلىاللهعليهوآله» ليثبت سماع مسروق منها.
ثانيا : إن ذلك ليس بأولى من جعل قول المؤرخين ، والرجاليين ، والرواة دليلا على أنها توفيت سنة أربع أو خمس ، أو ست دليلا على عدم صحة هاتين الروايتين.
ثالثا : ويمكن أن نقول : إن التعبير بالأم في هذه الرواية عن زوجة أبيه قد جاء على سبيل المجاز ، وهو تعبير متعارف عند الناس ، وبذلك يتم الجمع ، ويكون حديث وفاتها في زمنه «صلىاللهعليهوآله» صحيحا ..
وهذه الرواية أيضا صحيحة ، ولا مانع من ذلك بعد ثبوت موتها في حياته «صلىاللهعليهوآله».
هذا .. عدا عن المناقشة في سند هاتين الروايتين ، فإن الكلام فيه يطول.
رابعا : إن رواية أضياف أبي بكر ذكرها البخاري في ثلاثة مواضع : في آخر مواقيت الصلاة ، وفي كتاب الأدب في باب ما يكره من الغضب والجزع عند الضيف ، ثم في الباب الذي بعده (٢).
__________________
(١) راجع : الإصابة ج ٤ ص ٤٥١ و ٤٥٢ وفتح الباري ج ٧ ص ٣٣٧ وتهذيب التهذيب ج ١٢ ص ٤٦٨ و ٤٦٩ ورواية التخيير موجودة في مسند أحمد ج ٦ ص ٢١٢.
(٢) راجع صحيح البخاري ج ١ ص ٧٤ ، وج ٤ ص ٤٧.