وأمّا الفعل فهو قد يكون دلالته على البيان بمواضعه كالكتابة وعقد الأصابع والإشارة بالأصابع في تعيين عدد أيّام الشهر (١) ، وغيره أو بغيرها كما بيّن صلىاللهعليهوآله الصّلاة والحجّ بفعله وإتيانه بالأركان على ما هي عليه.
وقد يكون تركا ، كما لو ركع عليهالسلام في الثانية بغير قنوت ، فإنّه يدلّ على عدم وجوبه.
ثمّ العلم بكون الفعل بيانا ، إمّا يعلم بالضّرورة من قصده أو بقوله : أنّ ما فعله بيان للمجمل أو أمره بأن يفعل مشابها لما فعله مثل قوله عليهالسلام : «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» (٢). فإنّه ليس فيه بيان قوليّ لأفعال الصّلاة ، بل إحالة على ما فعله في الخارج (٣) ، فبطل ما توهّم أنّ هذا بيان قوليّ لا فعليّ.
أو بالدّليل العقلي كما لو أمر بفعل مضيّق مجمل وفعل فعلا يصلح لكونه بيانا ، فالعقل يحكم بأنّه بيان له ، ولا يلزم تأخير البيان عن وقت الحاجة.
وخالف بعض العامّة (٤) في جواز كون الفعل بيانا ، محتجّا بأنّ البيان بالفعل
__________________
(١) إشارة الى مثل ما روي في باب علامة شهر رمضان عن عبد الأعلى بن أعين عن أبي عبد الله عليهالسلام : فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : الشهر هكذا وهكذا وهكذا ، وأشار بيديه عشرا وعشرا وعشرا ، وهكذا وهكذا وهكذا ، عشرة وعشرة وتسعة. «الوسائل» ١٠ / ٢٥٩ باب ٣ حديث ٢٤ [١٣٣٦٢].
(٢) «عوالي اللآلي» ١ / ١٩٧ ح ١٨ ، و ٣ / ٨٥ ح ٧٦ ، «سنن البيهقي» ٢ / ٣٤٥ ، «سنن الدارقطني» ١ / ٢٧٩ ح ١٠٥٦.
(٣) وكذا في الحج حيث قال صلىاللهعليهوآله : خذوا عني مناسككم. «عوالي اللآلي» ١ / ٢١٥ ، ٧٣ و «مسند أحمد» ٣ / ٣١٨.
(٤) كالكرخي وأبي إسحاق الأسفراييني كما عن شرح «روضة الناظر» ٣ / ١٥٠٩.
وأعلم بأنّ هناك بيان بالإشارة وبالكتابة وبالترك.