الحرمين (١) إنّه نظري (٢) ، وعن الغزّالي (٣) الميل إلى الواسطة (٤).
وذهب السيّد رحمهالله إلى التوقّف في موضع (٥) ، وإلى التفصيل في موضع آخر (٦).
وارتضاه الشيخ في «العدّة» (٧) ، والأقرب عندي القول بالتفصيل.
احتجّ المشهور : بأنّه لو كان نظريا لتوقّف على توسّط المقدّمتين (٨) ، واللّازم منتف لأنّا نعلم علما قطعيّا بالمتواترات ، مثل وجود مكّة وهند وغيرهما مع انتفاء ذلك.
__________________
(١) إمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد ضياء الدين أبو المعالي الجويني (٤١٩ ـ ٤٧٨ ه) ، أحد كبار شيوخ الشافعيّة له مصنفات منها «كتاب البرهان في أصول الفقه» و «الورقات في أصول الفقه» توفي في نيسابور.
(٢) راجع «المستصفى» ١ / ١٣١ ، و «المحصول» ٣ / ٩٠٤ ، و «المبادئ» ص ١٩٩ للعلّامة ، وله أيضا في «التهذيب» ص ٢٢٣ ، وإن نسب فيه إلى الغزالي قوله إلى أنّه نظري.
(٣) الغزالي (٤٥٠ ـ ٥٠٥ ه) : محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي ويعرف بحجّة الاسلام ، من كبار رجال التصوّف ، ونظرياته كثيرة الشهرة في الفلسفة والفقه والأصول وله نحو مائتي كتاب منها «المنخول في أصول الفقه» صنّفه في أوّل حياته العلميّة ، وهو كتاب في حقيقة الأمر كان تابعا فيه لآراء أستاذه إمام الحرمين ، مدوّنا لأفكاره مرتبا لتعاليقه دون أن يزيد عليها أو ينقص منها كما أشار فيه ، وله كتاب «تهذيب الأصول» وهو أكبر كتبه في أصول الفقه ، وله أيضا فيه «المستصفى في أصول الفقه» وهو وسطا بين الايجاز والاطناب. توفي بطوس ودفن بظاهر قصبة طابران.
(٤) بين النظري والضروري ، راجع «المستصفى» ١ / ١٣٢.
(٥) راجع «الذريعة» ٢ / ٤٨٥ ، كما وراجع المبحث المذكور في «الشافي» وجوابات المسائل التبانيات في «رسائل الشريف المرتضى» المجموعة الاولى ص ٣٥.
(٦) أي ان بعض العلوم الحاصلة من التواتر ضروري وبعضها نظري بالنسبة الى الموارد.
(٧) ١ / ٧١.
(٨) الصغرى والكبرى.