روايتهم. ومثل عليّ بن محمّد بن رباح (١) وعليّ بن أبي حمزة (٢) وإسحاق بن جرير (٣) من الواقفية ، الذين كانوا على الحقّ ثمّ توقّفوا ، وروى عنهم ثقات الأصحاب وصرّح أجلّاء المتأخّرين بقبول روايتهم مع جهل التاريخ ، فيمكن الوثوق على روايتهم لأجل ما ذكر ، لأنّ المعهود من حال أصحاب الأئمّة عليهمالسلام كمال اجتنابهم عن الواقفية وأمثالهم من فرق الشيعة ، وكان معاندتهم معهم وتبرّيهم عنهم أزيد منها عن العامّة ، سيّما الواقفية ، حتّى أنّهم كانوا يسمّونهم الممطورة ـ أي الكلاب التي أصابها المطر ـ ويتنزّهون عن صحبتهم والمكالمة معهم ، وكان أئمّتهم عليهمالسلام يأمرونهم باللّعن عليهم والتبرّي عنهم ، فرواية ثقاتهم وأجلّائهم عنهم ، قرينة على أنّ الرّواية كانت حال الاستقامة ، وأنّ الرّواية عن أصلهم المعتمد المؤلّف قبل فساد العقيدة أو المأخوذ عن المشايخ المعتمدين من أصحابنا ، ككتب علي بن الحسن الطّاطري ، فإنّ الشيخ ذكر في «الفهرست» انّه روى كتبه عن الرّجال الموثوق بهم وبروايتهم.
قال المحقّق البهائي في كتاب «مشرق الشمسين» (٤) : والظاهر أنّ قبول المحقّق (طاب ثراه) (٥) رواية عليّ بن أبي حمزة مع شدّة تعصّبه في مذهبه
__________________
(١) ابن عمر بن رباح كان ثقة في الحديث واقفا في المذهب صحيح الرواية كما قال النجاشي.
(٢) البطائني وقد مرّ ذكره وهو المقصود هنا ، وليس المقصود علي بن ابي حمزة الثمالي لأنّه ثقة فاضل.
(٣) بن عبد الله البجلي فالأقوى عندي التوقف كما في «الخلاصة».
(٤) «وإكسير السّعادتين» ص ٥٧.
(٥) في «المعتبر».