ومن هذا القبيل توثيق الشيخ ومدح الكشّي والعلّامة لداود بن كثير الرّقي وروايته في شأنه أنّ الصادق عليهالسلام قال : «أنزلوا داود الرّقّي منّي بمنزلة المقداد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ومن سرّه أن ينظر إلى رجل من أصحاب القائم عليهالسلام فلينظر إلى هذا» (١) ـ يعني داود ـ.
وقيل : انّه موافق لما رواه الصدوق أيضا وتضعيف النجاشي (٢) ، وقول ابن الغضائري فيه : بأنّه كان فاسد المذهب ضعيف الرواية لا يلتفت إليه. فيرجع إلى الأكثريّة سيّما وتضعيف ابن الغضائري ممّا لا يعتمد عليه غالبا وإن جبر ضعفه بتضعيف النجاشي المعتمد.
والأقوى عندي وفاقا لجماعة من المحقّقين من أصحابنا ، الرجوع إلى المرجّحات في القسم الأوّل (٣) أيضا ، غاية الأمر هنا معارضة الظاهر مع النصّ ، فإنّ الجرح في حكم النصّ ، والتعديل في حكم الظاهر ، هذا فيما صرّح بالسبب ، وإلّا فمثل قولهم : ضعيف ، أو : مجروح ، أيضا ظاهر.
والظّاهر قد يقدّم على النصّ بسبب المرجّحات كما مرّت الإشارة إليه في باب التخصيص.
ومن هذا الباب تقديم قول النجاشي في داود بن الحصين أنّه ثقة على قول الشيخ إنّه واقفي ، فإنّه وإن أمكن القول بكونه موثّقا جمعا بين القولين ، ولكن الظاهر من النجاشي حيث يطلق الثقة ويسكت عن حال المذهب ، أنّ الرجل
__________________
(١) كما في «الخلاصة» ٦٧ / ١ ، وروى مثله الكشي من طريق فيه يونس بن عبد الرحمن عمن ذكره.
(٢) بقوله : انّه ضعيف جدا ، والغلاة تروي عنه.
(٣) وهي صورة إمكان الجمع.