عن شكه في أن يكونا أبا وابنا ، متخذا من عدم استعبار أحدهما للآخر ، وهما في محنة دلالة تؤكد شكه هذا ..
ولكن النبي «صلىاللهعليهوآله» الذي كان يعرف طبائع الناس وحالاتهم قد أوضح لبلال أن سبب ما رآه ، وهو جفاء الأعراب ، حيث إن طبائعهم تختلف عن طبائع غيرهم ، فإنهم يعيشون قسوة الناس عليهم ، بما يمارسونه ضد بعضهم البعض من سلب ونهب ، وأسر ، وقتل. ويواجهون قسوة الطبيعة عليهم في حرها وبردها ، وفي شحها بالماء والكلأ ، وقسوة الجهل ، وعدم المعرفة بنتائج وآثار كثير من أعمالهم ، وبواقعهم.
نعم ، إنهم يشاهدون ويعانون من ذلك كله ، فيقسمونه على بعضهم البعض ، ويهون على الوالد رؤية ولده في مشقة وتعب وجهل وتخلّف ، وأن يرى الولد أباه على نفس هذه الحال ، ما دام أن الجهد والتعب ، ومواجهة المصائب والبلايا يشمل الجميع ، وهو جزء من حياتهم اليومية .. فلا غرابة في أن نراهم جفاة قساة في حياتهم العادية ، مع القريب والبعيد من دون استثناء.
قتال من يأبى الإسلام :
تقدم : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» أرسل الضحاك الكلابي مع جيش إلى القرطاء ، فدعوهم إلى الإسلام ، فأبوا ، فقاتلوهم.
فقد يستظهر من قوله في سرية القرطاء : «فقاتلوهم ، فهزموهم» : أن الإستعداد للقتال كان قائما من كلا الطرفين.
وقد قلنا أكثر من مرة : إن مجرد عدم قبول فئة من الناس الإسلام لا