وغيره على القيام بأية مبادرة تجاه خالد بن سعيد ، الذي أبقاه علي «عليهالسلام» في بني زبيد أنفسهم ، ليقبض صدقاتهم ، ويؤمّن من عاد إليه من هرّابهم مسلما.
استجداء عمرو .. وأريحية خالد!! :
وتواجهنا مفارقة هنا ، وهي : أن عمرو بن معد يكرب جاء إلى خالد بن سعيد بن العاص الذي خلّفه علي «عليهالسلام» في بني زبيد ، فأظهر عودته إلى الإسلام ، ثم كلّمه في امرأته وولده ، فوهبهم له.
ولكن هذا المستكبر المغرور بنفسه بالأمس ، والذي جرّ على نفسه هذه الهزيمة الفضيحة ، وكان سببا في قتل أخيه ، وابن أخيه ، ثم في سبي زوجته وولده .. لا لشيء إلا لأجل أن الرسول الأعظم «صلىاللهعليهوآله» لم يجب طلبا ظالما رفعه إليه ..
إن هذا الرجل بالذات يتراجع عن موقفه ، ويستعطف ذلك الذي خلّفه ابن عم الرسول «صلىاللهعليهوآله» في قوم عمرو بن معد يكرب نفسه ليجبي صدقاتهم ، ويؤمّن من عاد إليه من هرّابهم مسلما ..
وقد كان هذا الرجل في غنى عن هذا الإستعطاف هنا ، وعن الإستكبار هناك ..
والأغرب من ذلك : أن نجده حتى حين يرى نفسه بحاجة إلى الإستعطاف والخضوع ، ويمارسه ، لا يتخلى عن العنجهية والغرور ، وحب الظهور ، وإثبات الذات ، وإظهار القوة بغباوة وحمق. فإنه لما وقف على باب خالد وجد جزورا قد نحرت ، فجمع قوائمها ، ثم ضربها بسيفه فقطعها جميعا ..
ثم وهب سيفه الذي كان يسميه بالصمصامة لخالد بن سعيد ، إمعانا