دوره وموقعه ، والإلتزام بأحكامه .. فإذا بلغ الإنسان هذه المرتبة ، فإن أبواب الخير والفلاح ستفتح أمامه على مصاريعها في كل مجالات وشؤون الحياة ، في الدين والدنيا. وتكون له السعادة الأبدية والخلود في النعيم.
مفاخر بني تميم :
ولسنا بحاجة إلى المقارنة ، ولا إلى شرح ما فخر به التميميون ، وما أجابهم به ثابت بن قيس .. فإن ما فخر به خطيبهم هو كثرة المال ، وكثرة العدد ، والزعامة.
أما خطيب الأنصار ، الذي انتدبه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقد اثنى على الله بما هو أهله ، وحمده على أن اصطفى لهم رسولا ، متصفا بأحمد الأوصاف وأسناها ، وأفضلها ، وأعلاها.
ثم اعتز بإيمانه وتصديقه وإجابته دعوته ، وبنصرته له ..
ولم يذكر كثرة في الأموال ولا في العدد ، ولا افتخر بزعامة ولا رئاسة ، ثم تعهد بمجاهدة أهل الكفر والطغيان ، وختم حديثه بالإستغفار لنفسه وللمؤمنين ..
لما ذا ثابت بن قيس؟! :
ويلاحظ : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يطلب من رجل مهاجري أن يجيب خطيب بني تميم ، ليس لأنه «صلىاللهعليهوآله» لا يريد أن يرفع من شأن بني تميم حين يرون أنفسهم ، ويراهم الناس مقابل رجالات قريش ، فإنه «صلىاللهعليهوآله» لا يتعامل بهذه الطريقة ، حتى لو كان وفد بني تميم يرغب في أن يرى نفسه ويراه الناس مقابل أعظم رجل خلقه الله