إلى دفع الذين هم تحت أيديهم ، إلى مواجهة الأخطار ودرئها عنهم ، وأن يجدوا فيهم ما يغنيهم عن التعرض لها ومكابدتها ..
فإن كان ثمة من خطر ، فليتوجه إلى أولئك الأتباع ، لأن حفظ القائد هو الأهم والأولى والأوجب ..
ولكنه يرى الأمر مع هؤلاء القادمين على خلاف ما اعتاده ومارسه ، فهو يسمع قادتهم ، يتسابقون للتضحية بأنفسهم حبا بسلامة إخوانهم من قادة وغيرهم ..
١ ـ إن غرور عمرو بنفسه ، واعتماده على بعد صيته ، وخوف الناس منه ، قد انتهى به إلى هذا التراجع والإنكسار الذليل ، دون أن يكلف نفسه عناء خوض معركة ، أو بذل جهد في قتال ، يعذر فيه بعد استنفاذ القوة والحيلة. بل لقد آثر رجوع الخوف والجبن ، والشعور بالضعف والإنبهار بقوة الطرف الآخر. معلنا أن هؤلاء الذين يواجههم يعتبرونه جزرا ..
وهذا يدل على : أن ما كان قد اكتسبه من سمعة بين العرب في الشجاعة والقتال ، كانت تشوبه شائبة التزوير. ولو بالدعايات الفارغة ، والتهويلات الباطلة. ولعله كان يبطش ببعض الضعفاء والجبناء ، أو يغدر ببعض الآمنين من الأقوياء ، أو يختلق الروايات ، ويشيع الخرافات وينتج الأوهام والأباطيل ، عن بطولات موهومة ، وأفاعيل لم يكن لها وجود إلا في مخيلة قائليها .. ولعل كل ذلك قد كان ، فقد عرف عمرو بالكذب كما سنرى ..
شجعان وفرسان صنعتهم السياسة :
لقد حاول أعداء علي «عليهالسلام» أن يطروا خصومه ، ويعظموهم