من دون الله ، ولا يسعى بعضهم للتسلط على بعض ، وإذلا له ، والإستئثار بالخيرات والمنافع دونه ..
ولا يريد أن يكون جبارا في الأرض ، ولا أن يهيمن على الناس ، وتخضع له رقابهم ، ولا يبغى الراحة لنفسه بتعبهم ، ولا الغنى بفقرهم ، ولا عزة بذلهم.
عممه بعمامته ، وبيده :
وقد تقدم : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد تصرف مع علي «عليهالسلام» بصورة من شأنها أن تظهر فضله «عليهالسلام» وموقعه ، حين انتظر حتى تتام أصحابه في معسكرهم.
ثم عقد له لواء ، وأخذ عمامته ولفها مثنية مربعة ، فجعلها في رأس الرمح.
ثم دفعها إليه ..
ثم عممه بيده عمامة ثلاثة أكوار. وجعل له ذراعا بين يديه ، وشبرا من ورائه ، ثم أصدر إليه الأمر بالمضي ، وعدم الإلتفات ..
وكل ذلك يجعل الناس يعيشون لحظات من الرقابة المتمازجة بمشاعر الإعجاب والرضا ، والإيغال في آفاق البهاء والصفاء ، والجمال والجلال ، والمحبة والرضا.
القاضي والمعلم لأهل اليمن :
تقدم : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد نهى عليا «عليهالسلام» عن قتال أحد إلا أن يقاتلوه ، وأعطاه تعليماته التي بينت : أن المطلوب هو دعوتهم إلى الله تعالى ، وأن عليه أن يتدرج في طلب ذلك منهم ، ولكنه لم يزد