سرية علي بن أبي طالب عليهالسلام إلى اليمن المرة الثانية :
قال محمد بن عمر ، وابن سعد ، واللفظ للأول : بعث رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عليا إلى اليمن في شهر رمضان ، وأمره أن يعسكر بقناة ، فعسكر بها حتى تتامّ أصحابه. فعقد له رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لواء ، وأخذ عمامته فلفها مثنية مربعة ، فجعلها في رأس الرمح ، ثم دفعها إليه. وعممه بيده عمامة ثلاثة أكوار ، وجعل له ذراعا بين يديه ، وشبرا من ورائه ، وقال له : «امض ولا تلتفت».
فقال علي «عليهالسلام» : يا رسول الله ، ما أصنع؟
قال : «إذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك ، وادعهم إلى أن يقولوا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، فإن قالوا : نعم ، فمرهم بالصلاة ، فإن أجابوا ، فمرهم بالزكاة ، فإن أجابوا فلا تبغ منهم غير ذلك ، والله ، لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس أو غربت».
فخرج علي «عليهالسلام» في ثلاثمائة فارس ، فكانت خيلهم أول خيل دخلت تلك البلاد. فلما انتهى إلى أدنى الناحية التي يريد من مذحج فرق أصحابه ، فأتوا بنهب وغنائم وسبايا ، نساء وأطفالا ، ونعما وشاء ، وغير ذلك.
فجعل علي «عليهالسلام» على الغنائم بريدة بن الحصيب الأسلمي ،