لم يجبها صلىاللهعليهوآله إلا في المرة الرابعة :
لقد لا حظنا : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يستجب لطلب سفّانة بنت حاتم بأن يمن عليها بعد أن غاب وافدها .. وكان في كل مرة يقول لها : من وافدك؟!
فتقول : عدي بن حاتم.
فيقول «صلىاللهعليهوآله» : الفارّ من الله ورسوله؟
وكانت يئست من استجابته ، فسكتت في الرابعة ، فحرضها علي «عليهالسلام» ، على معاودة الطلب ، ففعلت ، فاستجاب لها ..
فما هي الحكمة من تأجيله «صلىاللهعليهوآله» الإستجابة لطلبها إلى المرة الرابعة؟!
ويمكن أن يجاب : بأنه «صلىاللهعليهوآله» أراد أن يجعل من ذلك ذريعة للتأكيد على رعونة موقف أخيها عدي بن حاتم ، مع التصريح التعليمي لها ، ولكل من تبلغه كلماته بالدليل على فساد هذا التصرف من عدي ؛ وخروجه عن حدود المعقول والمقبول. فإن الهروب المنسجم مع موازين العقل والعدل هو ما كان إلى الله ورسوله ، لا الهروب منهما ، لأن الهروب إذا كان منهما ، فهو طيش ورعونة وافتتان ، وإذا كان إليهما فهو حكمة ، وروية ، واتزان.
والمتوقع من أمثال عدي ، والمناسب لحاله هو : أن يكون أكثر تعقلا ، وأفضل روية ، إذ لا يمكن أن يجهل عاقل بحقيقة أنه تبارك وتعالى مدرك الهاربين ، نكال الظالمين ، صريخ المستصرخين ، موضع حاجات الطالبين.
ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك.