دام اللقاء حوالي الساعتين.
انطلق الموكب المؤمّن بالمركبات الرسميّة باتّجاه كربلاء المقدّسة.
أربعة طرق محاذ بعضها البعض ـ ما عدا المحاور الثلاثة الرئيسيّة الاُخرى المؤدّية إلى كربلاء ، والطرق الخاصّة والخطّ السريع ـ كلّها امتلأت بالمشاة ، باستثناء طريق واحد مخصّص لمرور المركبات ، وهذا الطريق لم يخلُ أيضاً من السائرين إلى أبي عبدالله الحسين (عليه السلام).
لا عينٌ رأت ولا اُذن سمعت ولا خطر ببال أحد ، ولا المرويّ كالمرئي ، سيلٌ هادر وجموع ميلونيّة زاحفة نحو هدف ومراد واحد ... كلّ فرد أو مجموعة تعبّر عن ولائها وحبّها بشكل واُسلوب ولغة معيّنة ... كرمٌ وجودٌ وسخاءٌ لا مثيل له أبداً ، خدمات يعجز القلم واللسان والعين عن نعتها والإحاطة بها ، مواقف وصور ومشاهدات لا تغيب عن الذاكرة مطلقاً. كيف بك لا تتفاعل وأنت ترى باُمّ ناظريك وجوهاً علا عليها غبار الدرب لكنّها تشعّ نوراً وإصراراً على مواصلة المسير ، ماذا تريد هذه الجموع؟ إلى أين هي ذاهبة يا ترى؟ أفي كربلاء ذهبٌ وأموال توزّع بالمجّان؟ كلاّ وألف كلاّ ، إنّه العشق والولاء وإثبات الحضور بأجلى صوره وأسمى معانيه ، صرخة مدوّية تعلن انتصار قيم الحقّ على قيم الباطل.