الشهيرة : الكتاب ، السنّة ، العقل ، الإجماع ، البراءة ، الاحتياط ، التخيير ، الاستصحاب .. إلى ذلك : الأحكام الثانوية وغيرها ...
نحن لا نستشرف الغد بالقطع واليقين ، ولا نُخرِج مشيئة الغيب وإرادة اللاهوت من محاسباتنا ، ولا نصوغ أفكارنا إلاّ في دائرة الاحتمال.
من هنا فإنّ الرؤية الإثني عشرية القائمة على مفهوم الانتظار استطاعت معالجة الفراغ الحاصل بفعل غياب الإمام (عج) بالرجوع إلى نائبة العامّ في إدارة شؤون البلاد والعباد سعةً وضيقاً على اختلاف المباني الفقهيّة .. ولعلّ نقطة البحث المحوريّة والحسّاسة هنا تكمن في محاولات الوقوف والاطّلاع على خلفيّات وأسرار كشف أو تنصيب أو انتخاب المرجع الأعلى ، المحاولات التي طالما أساء البعض منها إلى كيفيّة بلوغ هذا المنصب الديني الرفيع وشوّهت الحقائق ; جهلاً منها تارةً وحسداً اُخرى وتعجّلاً ثالثةً وهكذا ...
فإنّ المتابع المستقرئ المُراجع لتاريخ المؤسّسة الدينية الشيعية تشمخ أمامه حقيقةٌ وضّاءة متشكّلة على نحو تساؤل تعجّبي عريض مفاده : هل من أحد كان يحسب أن تؤول المرجعيّة العليا على هذا المآل؟! تساؤل سوف يبقى دائراً في فضاءات التشيّع حتى الظهور ، فَلَكَمِ انصبّت الأنظار ودارت التوقّعات واستنتجت الأفكار لكنّها خابت وفشلت وأخطأت الحسابات حين انعقدت لمن لم يكن في الخاطر أبدا.
لِمَ نذهب بعيداً؟ ألم نحيا ونعايش أحداث عصرنا وزماننا ورأينا