الإرادة الحرّة الخالية من قيود المشاريع الجاهزة الأفكار التي لا نكون في معادلتها سوى الجسر أو الوسيلة التي تنقلها من هناك إلى هنا.
الفكر الإنساني يعني صياغة الرؤى وترجمة المواهب وبلورتها بإرساء القواعد والاُسس العلميّة لها ، إنّه يراجع ويحفر ويبعثر ويستقرئ ويقارن ويحلّل ويغوص في اللاّمفكّر فيه ويستنطق ... من أجل البلوغ بالقيم والمبادئ مبلغاً حضاريّاً متجاوزاً عقدة الثابت والمتغيّر والأصيل والمعاصر ..
ولا يلبّي «التحقيق» حاجة الإنسان الفكريّة الناهدة نحو فضاءات من الحرّيّة تتيح لها فرصة الإبداع والابتكار ، ولاسيّما إذا أضفنا إلى مدّعانا «مسألة النسبي» إزاء المطلق ، بمعنى : أنّ كلّ المشاريع التحقيقيّة مهما شمخ بها العمق والضبط والدقّة فهي تبقى في إطار النسبي في النسبي ، والنسبي ليس سوى فهماً من الأفهام ومعنىً من المعاني ظهر وارتقى سلالم المجد العلمي والمعرفي والثقافي يوماً من الأيّام ، ولا نعلم هل يلبّي حاجة العصر أم لا ، ناهيك عن النسبي في النسبي ، مع عدم إنكارنا على «التحقيق» دوره الريادي المؤثّر في إبراز محاولات الماضين التي تركت لنا عطاءً ثرّاً وتراثاً زاهراً نفخر به ونهتزّ غروراً بانتمائنا إليه وانتمائه لنا.
بجولة «أشبه بالخاطفة» في أروقة «التحقيق» وما يجري فيها من خطوات ومراحل وأعمال وما يواكبها من عطاءات عقليّة ومشاعريّة