وجسديّة وفنّيّة ، ممزوجة بوابل من الالتزامات والشروط والخصائص التي يفرضها واقع التخصّص ، سواء تناغمت معها الذات وتلاحمت أم تلقّتها تلقّي الواجب الذي ينبغي القيام به وإنجازه .. يمكننا رسم صورة واضحة تطابق المدّعى وتثبته شكلاً ومضموناً.
تقول المعايير العلميّة والمنهجيّة : إنّ أيّة خطوة أو مشروع أو تحرّك لابدّ من دواعي وبواعث ومبادئ وأهداف تنطلق به إلى حيّز الوجود والإمكان والتحقّق وتبني هيكله وترسم معالمه وتشيد اُطره ومضامينه.
إنّ المشاريع التحقيقيّة نوعيّةٌ في دواعيها وبواعثها ومبادئها وأهدافها ، فإنّها تتحرّك بمقدار وحجم ما يمنحها الفضاء الخاصّ من مجال الحركة والفاعليّة ، فلا يمكننا إدخالها في صنف «الفللوجيا» التي هي أيضاً تهتمّ بالفكر الجاهز إلاّ أنّه اهتمام نقدي يرقى إلى فتح آفاق من الحركة والفاعليّة المعرفيّة اللتين تفتقدهما المشاريع التحقيقيّة موضوعيّاً.
والكيانات التحقيقيّة التي خضنا ـ ولا زلنا ـ تجربة الممارسة الميدانيّة في شتّى أروقتها تروم إعادة طرح التراث العلمي والفكري والثقافي بما يتناسب مع الظرف الراهن فنّيّاً وجماليّاً مع دعم وإسناد «المشروع» عبر التوثيق والضبط والتصحيح والتوزيع السليم للنصّ الذي يبسّط ويمهّد للفهم والتلقّي المريح نسبيّاً ، مضافاً إلى البيانيّات والتوضيحات المساهمة في فتح المغاليق والمبهمات ، إلى ذلك الفهارس العلميّة والفنّيّة التي تختزل كثير العناء والبحث والتتبّع.