لا نقطة انتهاء ، إنّه الذراع والساعد المطمئن نحو بلوغ المطلوب ; إذ الباحث والمفكّر والكاتب يحتاج ممّا يحتاج : خصائص ومواصفات ، يمكنه الحصول عليها وغرسها في أعماقه وحناياه وعقله من خلال ممارسة عمليّة التحقيق ، لذا فإنّ التحقيق إذا كان جسراً وممهّداً لخطوات إبداعيّة وابتكاريّة في أروقة الحضارة والثقافة ، وإلاّ فإنّه مؤطّر ومضيِّق قد يُخاف نتيجة الإدمان عليه من اتّساع فواصل التراجع وترامي مساحات الابتعاد عن صنع الأفكار الجديدة والرؤى المعاصرة التي تستند إلى الاُصول والثوابت وتستفيد من أدوات الحاضر بلا أدنى تهافت وتنافي وابتسار من الاُولى.
ويرى الكثيرون تعرّض الحركة الفكريّة الإبداعيّة لتراجعات ملموسة إثر تنامي الحركة التحقيقيّة تنامياً خلخل التوازنات ممّا حدا بالأصوات المعرفيّة أن تعلو داعيةً إلى العمل على تنشيط حركة التدوين والكتابة ، وهذا ما ساهم في جعل الإبداع الفكري والثقافي يستعيد بعض عافيته وفاعليّته من جديد ، فصدرت نتاجات وظهرت مشاريع أقلّ ما يقال عنها : إنّها خطوه بالاتّجاه الصحيح ، رغم كونها لا تلبّي ذلك الطموح الذي يراود النخب والطاقات في عرض ثمار معرفيّة حضاريّة من شأنها بيان القيم والمبادئ باُسلوب وأدوات تتناسب مع حاجة اليوم ، ثم ملء الفراغ الكبير بالحضور الفاعل في الفضاءات العلميّة والفكريّة ، ولاسيّما إزالة الغموض وتوضيح المبهمات وردّ الشبهات على غاية من الدقّة والشفّافيّة والإحاطة ، فالعقلانيّة قد غرست أوتادها وضربت جذورها في عمق