جعفر الطوسي وغيره ـ وافقوا على خبر الواحد ، ولم ينكره سوى المرتضى وأتباعه (١).
ثم إنّ الاتّجاه الأخباري وإن كان موجوداً بين الإمامية منذ عصر قديم ، ولكن الفكرة السائدة بينهم هي فكرة الاجتهاد والاُصول ، التي كانت متمثّلة في كتب المفيد والمرتضى والطوسي والحلّي والمحقّق والعلاّمة والشهيد الأوّل والكركي والشهيد الثاني والأردبيلي وتلميذيه صاحبي المدارك والمعالم وغيرهم ، ومع اختلافهم في الآراء الاُصوليّة وطريقة الاستنباط لكنّهم متّفقون على شجب فكرة الأخباريّة.
وفي أوائل القرن الحادي عشر تحوّلت الفكرة الأخباريّة إلى حركة في ساحة التدوين والتأليف وضع أُسسها الميرزا محمّد أمين الاسترآبادي (قدس سره) (١٠٣٢ هـ. ق) فأ لّف لهذه الغاية كتابه «الفوائد المدنيّة».
قال المحدّث البحراني (قدس سره) في المقدّمة الثانية عشرة من الحدائق : ولم يرتفع صيت هذا الخلاف ولا وقوع هذا الاعتساف إلاّ من زمن صاحب الفوائد المدنيّة سامحه الله تعالى برحمته المرضيّة ، فإنّه قد جرّد لسان التشنيع على الأصحاب ، وأسهب في ذلك أيّ إسهاب ، وأكثر من التعصّبات التي لا تليق بمثله من العلماء الأطياب (٢).
وقد تأ ثّرت بأفكاره من بعده جماعة من أجلّة علمائنا المحدّثين ،
__________________
١. حكاه عنه في كشف القناع : ٢٠٣.
٢. الحدائق الناضرة ١ : ١٧٠.