من قبيل : المحدّث الفيض الكاشاني والمحدّث الحرّ العاملي (قدس سرهما) ، فصنّف الفيض كتابه «الاُصول الأصيلة» والذي هو كالتلخيص للفوائد المدنيّة ، وإن خالفها في بعض المواضيع.
وفي تلك الفترة ـ أي القرن الحادي عشر حتى أواسط القرن الثاني عشر ـ نشأت في مدرسة الإماميّة حركة نشيطة همّها جمع الأحاديث أو شرحها ، وهي حركة مباركة أمدّت العلوم الإسلاميّة بشتى أشكالها ، فاُلّفت موسوعات حديثيّة من قبيل : وسائل الشيعة وبحارالأنوار والوافي ، وشروح وتعليقات على كتب الحديث ، مثل : روضة المتّقين ، مرآة العقول ، ملاذ الأخيار.
وقد أصاب الفقه الاجتهادي في ذلك العصر شيءٌ من الفتور ، ولكن ذلك لم يقف حائلاً أمام ديمومة حركته ، فقد صُنّفت في تلك الفترة ـ وعلى مبنى الاجتهاد ـ مؤلّفات ..
منها : كشف اللثام في شرح قواعد العلاّمة ، لمحمّد بن الحسن الاصبهاني المعروف بالفاضل الهندي (١١٣٥ هـ. ق) الذي يعتمد عليه في الجواهر على حدّ كبير ، وحكي أنّه لا يكتب شيئاً من الجواهر لو لم يحضره ذلك الكتاب (١).
ومنها : مشارق الشموس في شرح الدروس ، للمحقّق الكبير السيّد حسين الخوانساري (١٠٩٨ هـ. ق) فإنّه وإن لم يبرز منه إلاّ كتاب الطهارة ،
__________________
١. اُنظر الكنى والألقاب ٣ : ٨.