وشرحه الكبير على المفاتيح وحواشيه على المدارك أصدق شاهد على ذلك.
وقد عاد ـ بفضل ما قام به المولى الوحيد نوّر الله مرقده من دور عظيم ـ إلى مدرسة الفقه والاجتهاد ـ بل إلى مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) عموماً ـ مجدها وانسجامها ، وتطوّرت وازدهرت ، وتخرّج من حوزته الكبرى (رحمه الله) جمٌّ غفير من أعاظم الفقهاء وفطاحل العلماء ، لكلّ منهم ميزة فائقة ، وشدّ بعضهم الرحال إلى النجف الأشرف ، مثل : السيّد بحرالعلوم ، والشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء ، وبعضهم إلى قم المقدّسه ، مثل : الميرزا القمّي ، وبقي بعضهم بكربلاء المقدّسة ـ موطن الوحيد ـ كالسيّد صاحب الرياض والميرزا الشهرستاني.
وبقيت كربلاء محافظة على دورها العلمي الريادي حتى وفاة المربّي العظيم محمّد بن حسن علي الآملي الحائري المشهور بشريف العلماء سنة ١٢٤٥ هـ. ق ، الذي تتلمذ على صاحب الرياض.
وتكميلاً للفائدة ، فلا بأس بالإشارة إلى المحاور الهامّة التي صارت محلاًّ للخلاف بين الأخباريين والاُصوليين ، وهي كالتالي :
١ ـ استقلاليّة علم الاُصول ووضعه أساساً للفقه.
قال الشيخ حسين الكركي (قدس سره) أحد علماء الأخباريين بهذا الصدد : إنّ علم الاُصول ملفّق من علوم عدّة ومسائل متفرّقة ، بعضها حقّ وبعضها باطل ، وضعه العامّة لقلّة السنن الدالّة على الأحكام عندهم وبنوا عليه