وبالجملة فالظاهر ان ما ذكره شيخنا المذكور لا يخلو من استعجال وعدم تأمل في المقام. والحق هو عدم جوازه عليهم بوجه من الوجوه ، والاخبار الواردة من طرقنا في حقه صلىاللهعليهوآلهوسلم مع ضعفها وشذوذها ، يمكن حملها على التقية لاتفاق العامة على جواز ذلك.
* * *
__________________
أن يخجل الامام الهادي عليهالسلام ، واحضر على المائدة خبزا رقاقا ، فكان كلما مد الامام عليهالسلام يده الى قرص من ذلك الخبز طيرها ذلك المشعبذ ، فتضاحك الناس ، وكان على مستورة المتوكل صورة أسد ، فضرب الامام عليهالسلام يده على تلك الصورة ، وقال : خذه. فوثبت تلك الصورة من المستورة فابتلعت الرجل ، وعادت في المستورة كما كانت ، فتحير الجميع ونهض الامام ، فقال المتوكل : سألتك بالله الا جلست ورددته ، فقال : والله لا يرى بعدها ، أتسلط أعداء الله على أولياء الله ، وخرج من عندهم ، فلم ير الرجل بعدها (مدينة المعاجز ص ٥٤٨ حديث ٥٢).
وملخص الخبر الثاني : ان المنصور وجه الى سبعين رجلا من أهل بابل ، فدعاهم وقال : انكم ورثتم السحر من آبائكم من أيام موسى بن عمران ، وانكم لتفرقون بين المرء وزوجه ، وان أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام كاهن ساحر مثلكم ، فاعملوا شيئا من السحر ، فإنكم إن ابهتموه أعطيتكم الجائزة العظيمة ، فقاموا الى المجلس الذي فيه المنصور ، فصوروا سبعين صورة من السباع ، وجلس كل واحد منهم جنب صاحبه ، وجلس المنصور على سرير ملكه ، ووضع التاج على رأسه ، وقال لحاجبه ابعث الى ابى عبد الله عليهالسلام وأحضره الساعة ، قال : فلما أحضره دخل عليه. فلما نظر الى ما قد استعد له غضب عليهالسلام فقال : يا ويلكم ، أتعرفونى ، أنا حجة الله الذي أبطل سحر آبائكم في أيام موسى بن عمران ، ثم نادى برفيع صوته : أيتها الصور الممثلة ، ليأخذ كل واحد منكم صاحبه باذن الله تعالى ، فوثب كل سبع الى صاحبه وافترسه