هي الخلد تجمع ما تشتهي |
|
فزرها فطوبى لمن زارها |
وللهو فيها ، شهور الربيع ، |
|
أريج يعطّر أزهارها |
إذا ما استمدّ قويق السماء |
|
بها فأمدّته أمطارها |
وأقبل ينظم أنجادها |
|
بفيض المياه وأغوارها |
وأرضع جنّاتها درّة |
|
ينسّي الأوائل تذكارها |
وقال عبد الله أبو محمد بن محمد بن سنان الخفاجي الحلبي وهو بديار بكر :
سقى الهضبة الأدماء من ركن جوشن |
|
سحاب يروّي نوره وينير |
وحلّ عقود المزن في حجراته |
|
نسيم بأدواء القلوب خبير |
فما ذكرته النفس إلا تبادرت |
|
مدامع لا يخفى لهن ضمير |
وقال أبو النصر محمد بن محمد الخضري الحلبي (١) :
يا حلبا حيّيت من مصر |
|
وجاد مغناك حيا (٢) القطر |
أصبحت في جلّق حرّان من |
|
وجد إلى مربعك النضر |
والعين من شوق إلى العين |
|
والفيض غدت فائضة تجري |
ما بردى عندي ولا دجلة |
|
ولا مجاري النيل من مصر |
أحسن مرأى من قويق إذا |
|
أقبل في المد وفي الجزر |
يا لهفتا منه على نغبة |
|
تبلّ مني غلّة الصدر |
ومنها :
كم فيك من يوم ومن ليلة |
|
مرّا لنا من غرر الدهر |
ما بين بطياس وحيلان والمي |
|
دان والجوشن والجسر |
وروض ذاك الجوهريّ الذي |
|
أرواحه أذكي من العطر |
وزهره الأحمر من ناظر |
|
الياقوت ، والأصفر كالتبر |
والنور في أجياد أغصانه |
|
منتظم أبهى من الدرّ |
__________________
(١) انظر ص ٥٤ ـ ٥٥ والأبيات منقولة من الدر المنتخب ١٥٣.
(٢) في الأصل : «طيب» بدل «حيا» وهو تغيير أخلّ بوزن البيت. والتصويب من الدّر المنتخب. والحيا : المطر.