الثانية : (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (١٥٢) ، وفى الثالثة : (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (١٥٣) ، لأن الآية الأولى : مشتملة على خمسة أشياء كلها عظام جسام. فكانت الوصية بها من أبلغ الوصايا (١) ، فختم الآية الأولى بما فى الإنسان من أشرف السجايا وهو العقل ، الذى امتاز به الإنسان عن سائر الحيوان.
والآية الثانية : مشتملة على خمسة أشياء يقبح تعاطى ضدها (٢) وارتكابها (٣) ، وكانت الوصية بها تجرى مجرى الزجر والوعظ ، فختم الآية بقوله : (تَذَكَّرُونَ) أى : تتعظون بمواعظ الله.
والآية الثالثة (٤) : مشتملة على ذكر الصراط المستقيم ، والتحريض على اتباعه ، واجتناب مناهيه ، فختم الآية بالتقوى التى هى ملاك العمل ، وخير الزاد.
١١٧ ـ قوله : (جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ) (١٦٥) فى هذه السورة ، وفى يونس والملائكة : (جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ) (٥) ، لأن فى هذا العشر تكرر ذكر المخاطبين كرّات ، فعرفهم بالإضافة ، وقد جاء فى السورتين على الأصل وهو : (جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) «٢ : ٣٠» ، (جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ) «٧ : ٥٧».
١١٨ ـ قوله : (إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٦٥) ، وقال فى الأعراف : (إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ
__________________
(١) وهى قوله تعالى : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ).
(٢) فى الأصول : يقبح تعاطيها وارتكابها. خطأ.
(٣) وهى فى قوله تعالى : (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا).
(٤) فى ب : الثانية. خطأ.
(٥) فى يونس آية ١٤ ، وفى الملائكة (فاطر) آية ١٩ ، وما فى يونس : (ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ).