تَعْلَمُونَ) (١٣٥) بالفاء حيث وقع ، وفى هود : (سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (٩٣) بغير فاء ، لأنه تقدم فى هذه السورة وغيرها (قُلْ) فأمرهم أمر وعيد بقوله : (اعْمَلُوا) (أى اعملوا) (١) فستجزون. ولم يكن فى هود (قُلْ) فصار استئنافا ، وقيل : (سَوْفَ تَعْلَمُونَ) فى سورة هود صفة لعامل ، أى : (إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ) ، فحذف الفاء.
١١٤ ـ قوله : (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ) (١٤٨) ، وقال فى النحل : (وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ) (٣٥) ، فزاد (مِنْ دُونِهِ) مرتين ، وزاد (نَحْنُ) ، لأن لفظ الإشراك يدل على إثبات شريك لا يجوز إثباته ، ودل على تحريم أشياء وتحليل أشياء من دون الله ، فلم يحتج إلى لفظ (مِنْ دُونِهِ) بخلاف لفظ العبادة ، فإنها غير مستنكرة ، وإنما المستنكر عبادة شىء مع الله سبحانه وتعالى ، ولا يدل على تحريم شىء كما يدل (٢) عليه (أشرك) ، فلم يكن لله هنا من يعتبره بقوله : (مِنْ دُونِهِ) ولما حذف (مِنْ دُونِهِ) مرّتين حذف معه (نَحْنُ) لتطرد الآية فى حكم التخفيف.
١١٥ ـ قوله : (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) (١٥١) ، وقال فى «سبحان» «الإسراء» : (نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) (٣١) على الضد ، لأن التقدير : من إملاق بكم (٣) ، نحن نرزقكم وإياهم ، وفى (سبحان). خشية إملاق يقع بهم (٤) نحن نرزقهم وإياكم (٥).
١١٦ ـ قوله : (ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (١٥١) ، وفى
__________________
(١) ما بين الحاصرين سقط من أ.
(٢) فى ب : دل عليه.
(٣) فى أ : من إملاق لكم.
(٤) فى أ : من إملاق لهم.
(٥) يعنى : أن الإملاق وهو الفقر قد تعلق بالآباء فى هذه السورة ، فقال : (نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) ، وتعلق بالأبناء فى الإسراء فقال : (نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ).