المنادى فى هذه السورة ، فلما حذفه انحذفت الفاء.
١٢٢ ـ قوله : (إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) (١٥) فى هذه السورة ، وفى السورتين : (قالَ فَإِنَّكَ) (١) ، لأن الجواب يبنى (٢) على السؤال ولما خلا فى هذه السورة عن الفاء خلا الجواب عنه. ولما ثبتت الفاء فى السؤال فى السورتين ثبتت (فى الجواب ، والجواب) (٣) فى السور الثلاث إجابة ، وليس باستجابة.
١٢٣ ـ قوله : (فَبِما أَغْوَيْتَنِي) (١٦) فى هذه السورة ، وفى «ص» : (فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ) (٨٢) ، وفى الحجر : (رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي) (٣٩) ، لأن ما فى هذه السورة موافق لما قبله فى الاقتصار على الخطاب دون النداء ، وما فى الحجر موافق لما قبله فى مطابقة النداء ، وزاد فى هذه السورة الفاء التى (هى) (٤) للعطف ، ليكون الثانى مربوطا بالأول ، ولم تدخل فى الحجر ، فاكتفى بمطابقة النداء ، لامتناع النداء منه ، لأنه ليس بالذى يستدعيه النداء ، فإن ذلك يقع مع السؤال والطلب ، وهذا قسم عند أكثرهم ، بدليل ما فى «ص» ، وخبر عند بعضهم والذى فى «ص» على قياس ما فى الأعراف «١٦ ، ١٧» دون الحجر «٣٩ ، ٤٠» ، لأن موافقتهما أكثر على ما سبق فقال : (فَبِعِزَّتِكَ) (٥) والله أعلم (٦).
وهذا الفصل فى هذه السورة برهان لامع. وسأل الخطيب نفسه عن هذه المسائل فأجاب عنها ، وقال : إن اقتصاص ما مضى إذا لم يقصد به أداء الألفاظ بأعيانها كان اختلافها واتفاقها سواء إذا أدّى
__________________
(١) فى سورة الحجر ، آية ٢٧ ، وفى سورة ص ، آية ٨٠.
(٢) فى (أ) ينبنى.
(٣) ما بين الحاصرين سقط من ب.
(٤) سقط من ب.
(٥) سقط من ب.
(٦) وقيل : الباء للسببية ، أى بسبب إغرائك لى. وقال ابن عطية : فيها معنى المجازاة ، كما تقول : فبإكرامك. وهذا أليق بالقصة. (البحر المحيط ٥ / ٢٧٥).