ممثلة فى تفسير أبى السعود العمادى ، وأثير الدين أبى حيان ، وجار الله الزمخشرى ، وأجاد الباحثون فى الأحكام إجادة ممثّلة فى تفسير القرطبى وشيخه ابن عطية ، والمتخصصون فى أحكام القرآن كابن العربى والجصاص والكيا الهراسى (ولا زال كتابه مخطوطا). وأجاد الباحثون فى أخبار القرآن وسننه النبوية ، وكان رائدهم فى هذا الباب ابن جرير الطبرى فى تفسيره وحيدر بن على القاشى فى المعتمد (ولا زال مخطوطا) كما أسهم علماء الفلسفة والكلام فى فهم القرآن من وجهة نظرهم فهما ممثلا فى تفسير فخر الدين الرازى ، وأدلى الصوفية بدلائهم أيضا ، فكان تفسير القشيرى وحقائق التفسير للسلمى. وروح البيان للشيخ إسماعيل حقى وإعجاز البيان للقونوى ، وتفسير النخجوانى.
وهكذا الشأن فى جميع العلوم والفنون ما عدا إعجاز القرآن. فإن العلماء قصّروا فيه ، وإن كانوا قد بذلوا كل جهودهم للكشف عنه.
ولقد حاول أبو السعود العمّادى ، وأثير الدين أبو حيان ، وجار الله الزمخشرى الكشف عن بعض جوانب الإعجاز فى القرآن المناسبة لمن نزل عليهم القرآن من فصحاء العرب ـ إذ هم المقصودون أولا بالإعجاز ـ فوفّقوا فى حالات معدودة ، ثم تكلموا عن عظمة الأساليب القرآنية من وجوه غير وجوه الإعجاز فى باقيها ، وإنما من وجوه البلاغة التقليدية. ومع ذلك فإننا نرى بريقا من نور الفهم لدى أبى السعود العمادى دون أن يطبقه على تفسيره كله وذلك حين يقول : «إن جميع المقالات المنقولة فى القرآن الكريم إنما تحكى بكيفيات واعتبارات لا يكاد يقدر على مراعاتها من تكلم بها حتما ،