السورة وفى الروم (١) بلفظ المستقبل. وفى الفرقان (٢) وفاطر (٣) بلفظ الماضى ، لأن ما قبلها فى هذه السورة ذكر الخوف والطمع ، وهو قوله : (وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً) (٥٦) وهما يكونان فى المستقبل لا غير ، فكان (يُرْسِلُ) بلفظ المستقبل أشبه بما قبله. وفى الروم قبله : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ) (٤٦) فجاء بلفظ المستقبل وفقا لما قبله.
وأما فى الفرقان فإن قبله : (كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) (٤٥) الآية. وبعد الآية : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ) (٤٧) و (مَرَجَ) (٥٣) و (خَلَقَ) (٥٤). فكان الماضى أليق به.
وفى فاطر مبنى على أول السورة : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ) وهما بمعنى الماضى لا غير ، فبنى (على) (٤) ذلك فقال : (أُرْسِلَ) بلفظ الماضى ، ليكون الكل على مقتضى اللفظ الذى خصّ به.
١٢٩ ـ قوله : (لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً) (٥٩). فى هذه السورة بغير واو ، وفى هود (٢٥) ، والمؤمنون (٢٣) (وَلَقَدْ) (٥) بالواو ، لأنه لم يتقدم فى هذه السورة ذكر رسول ، فيكون هذا عطفا عليه ، بل هو استئناف كلام. وفى هود تقدم ذكر الرسول مرات (٦) ، وفى
__________________
(١) فى الروم : (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً) الآية [٤٨].
(٢) فى الفرقان : (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً) [٤٨].
(٣) فى فاطر : (وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ) الآية [٩].
(٤) سقطت من ب.
(٥) ما بين الحاصرين سقط من ب.
(٦) فى هود من أولها احتجاج على الكفار بآيات الله التى أظهرها على أيدى أنبيائه وألسنتهم ، وتوعد لهم على كفرهم ، وذكر قصص من جحد آيات الأنبياء من قبلهم. وبعد عشر آيات جاء : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ..») إلى الآية [٢٥] منها تتحدث عن الرسالات والرسل.