المؤمنون (١) تقدم ذكر نوح ضمنا فى قوله : (وَعَلَى الْفُلْكِ) (٢٢) ، لأنه أول من صنع الفلك ، فعطف فى السورتين بالواو.
١٣٠ ـ قوله : (أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ) (٥٩) بالفاء فى هذه السورة ، وكذلك فى المؤمنون فى قصة نوح : (فَقالَ) (٢٣) ، وفى هود فى قصة نوح : (إِنِّي لَكُمْ) (٢٥) بغير (قالَ) ، وفى هذه السورة فى قصة عاد بغير فاء (٢) ، لأن إثبات الفاء هو الأصل ، وتقديره : أرسلنا نوحا فجاء فقال. فكان فى هذه السورة والمؤمنون على ما يوجبه اللفظ.
وأما فى هود فالتقدير : فقال إنى. فأضمر قال ، وأضمر معه الفاء ، وهذا كما قلنا فى قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ) «٣ : ١٠٦» أى فيقال لهم : أكفرتم. فأضمر الفاء والقول معا.
وأما قصة عاد فالتقدير : وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا فقال. فأضمر (أَرْسَلْنا) ، وأضمر الفاء لأن داعى الفاء أرسلنا.
١٣١ ـ قوله : (قالَ الْمَلَأُ) (٦٦). بغير فاء فى قصة نوح وهود فى هذه السورة ، وفى سورة هود والمؤمنون : (فَقالَ) (بالفاء) (٣) ، لأن ما فى هذه السورة فى السورتين لا يليق بالجواب ، وهو قولهم لنوح : (إِنَّا لَنَراكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٦٠) ، وقولهم لهود : (إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ) «٧ : ٦٦» بخلاف السورتين ، فإنهم أجابوا فيهما بما زعموا أنه جواب (٤).
١٣٢ ـ قوله : (أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ) (٦٢) فى
__________________
(١) فى أ : وقى نوح. خطأ.
(٢) وهو قوله : (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ) [٦٥].
(٣) سقطت من ب.
(٤) وهو قولهم فى هود : (ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا) [٢٧] ، وفى المؤمنون : (ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) [٢٤].