قصة نوح. وقال فى قصة هود : (وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ) (٦٨) ، لأن ما فى هذه الآية : (أُبَلِّغُكُمْ) بلفظ المستقبل ، فعطف عليه (أَنْصَحُ لَكُمْ) كما فى الآية الأخرى : (لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ) «٧ : ٧٩». فعطف الماضى ، لكن فى قصة هود قابل باسم الفاعل على قولهم له : (وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ) (٦٦) ليقابل الاسم بالاسم.
١٣٣ ـ قوله : (أُبَلِّغُكُمْ) (٦٢) فى قصة نوح وهود بلفظ المستقبل ، وفى قصة صالح وشعيب : (أَبْلَغْتُكُمْ) «٧٩ ، ٩٣» بلفظ الماضى ، لأن فى قصة نوح وهود وقع فى ابتداء الرسالة ، وفى قصة صالح وشعيب وقع فى آخر الرسالة ودنوّ العذاب ، ألا تسمع قوله : (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ) فى القصتين؟
١٣٤ ـ قوله : (رِسالاتِ رَبِّي) فى جميع القصص ، إلّا فى قصة صالح فإن فيها : (رِسالَةَ) (٧٩) على الواحدة ، لأنه سبحانه حكى عنهم بعد الإيمان بالله والتقوى أشياء أمروا قومهم بها ، إلّا فى قصة صالح ، فإن فيها ذكر الناقة فصار كأنها رسالة (١) واحدة ، وقوله : (بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي) «٧ : ١٤٤». مختلف فيها (٢).
١٣٥ ـ قوله : (فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) (٦٤). وفى يونس : (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ) (٧٣) ، لأن أنجينا ونجينا للتعدى ، لكن التشديد يدل على الكثرة والمبالغة فكان فى يونس (وَمَنْ مَعَهُ) ، ولفظ (مَنْ) يقع على كثرة مما يقع عليه (الَّذِينَ) لأن من يصلح للواحد والتثنية والجمع ، والمذكر والمؤنث ، بخلاف الذين ، فإنه (٣) لجمع
__________________
(١) فى أ : كأنه رسالة.
(٢) قرأ نافع وابن كثير المكى (برسالتى). انظر : (تفسير القرطبى ٧ / ٢٨٠).
(٣) فى ب : لأنه.