المذكر فحسب ، فكان التشديد (مع من) (١) أليق.
١٣٦ ـ قوله فى هذه السورة : (وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٧٣) ، وفى هود : (وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ) (٦٤) ، وفى الشعراء : (وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (١٥٦) ، لأنه فى هذه السورة بالغ فى الوعظ ، فبالغ فى الوعيد ، فقال : (عَذابٌ أَلِيمٌ) ، وفى هود لما اتصل بقوله : (تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) (٦٥) وصفه بالقرب فقال : (عَذابٌ قَرِيبٌ) ، وزاد فى الشعراء ذكر اليوم ، لأنه قبله : (لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) (١٥٥) ، فالتقدير : لها شرب يوم معلوم ، فختم الآية بذكر اليوم فقال : (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).
١٣٧ ـ قوله : (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) (٧٨) على الوحدة ، وقال : (وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ) «١١ : ٩٤» حيث (ذكر الرجفة وهى الزلزلة) (٢) ، وحد الدار. وحيث ذكر الصيحة جمع ، لأن الصيحة كانت من السماء ، فبلوغها أكثر وأبلغ من الزلزلة ، فاتصل كل واحد بما هو لائق به.
١٣٨ ـ قوله : (ما نَزَّلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ) (٧١) فى هذه السورة (نَزَّلَ) وفى غيرها (أَنْزَلَ) «١٢ : ٤٠» ، لأن أفعل كما ذكرت آنفا للتعدى ، وفعل للتعدى والتكثير ، فذكر فى الموضع الأول بلفظ المبالغة ليجرى مجرى ذكر الجملة والتفصيل ، وذكر الجنس والنوع ، فيكون الأول كالجنس وما سواه كالنوع.
١٣٩ ـ قوله : (وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً) (٧٤) فى هذه
__________________
(١) ساقطة من ب.
(٢) ما بين الحاصرين سقط من ب.