السورة ، وفى غيرها (مِنَ الْجِبالِ) «١٥ : ٨٢ و ٢٦ : ١٤٩» ، لأن فى هذه السورة تقدمه (مِنْ سُهُولِها قُصُوراً) (٧٤) فاكتفى بذلك.
١٤٠ ـ قوله : (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) (٨٤) فى هذه (السورة) ، وفى غيرها : (فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ) «٢٧ : ٥٨» ، لأن فى هذه السورة وافق ما بعده ، وهو قوله : (وَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (٨٦).
١٤١ ـ قوله : (وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) (٨٠) بالاستفهام ، وهو استفهام تقريع وتوبيخ وإنكار. وقال بعده : (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ) (٨١) فزاد مع الاستفهام (إِنَ) لأن التقريع والتوبيخ والإنكار فى الثانى أكثر ، ومثله فى النمل : (أَتَأْتُونَ) (٥٤). وبعده (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ) (٢٩) فجمع بين : إن ، وأئن ، وذلك لموافقة آخر القصة ، فإن فى الآخرة : (إِنَّا مُنَجُّوكَ) (٣٣) ، (إِنَّا مُنْزِلُونَ) (٣٤) فتأمل فيه فإنه صعب المستخرج (١).
١٤٢ ـ قوله : (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) (٨١) ، فى هذه السورة بلفظ الاسم ، وفى النمل : (قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) (٥٥) بلفظ الفعل ، لأن (٢) كل إسراف جهل ، وكل جهل إسراف (٣) ، ثم ختم الآية بلفظ الاسم موافقة لرءوس الآيات التى تقدمت ، وكلها أسماء (الْعالَمِينَ) (٨٠) ، (النَّاصِحِينَ) (٧٩) و (جاثِمِينَ(٤)) (٧٨) و (الْمُرْسَلِينَ) (٧٧) و (كافِرُونَ) (٧٦) و (مُؤْمِنُونَ) (٧٥) و (مُفْسِدِينَ) (٧٤) ،
__________________
(١) صعب استخراجه لأن جميع القصص المذكورة لم يأت الجزاء فيها مؤكدا ، فقد جاء فى الأعراف : (فَأَنْجَيْناهُ) [٦٤] ، وفى النمل : (فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ) [٥٧] ، أما فى العنكبوت فالجزاء : (إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ) [٣٣] ، و (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً) [٣٤]. فاقتضى تكرار التأكيد لمعنى التقريع مرتين : إحداهما بالاستفهام الإنكارى وإن.
(٢) فى أ : أو لأن. زيادة لا معنى لها.
(٣) يعتبر الجهل إسرافا على النفس من حيث حرمانها من العلم والنظر ، وتعريفها بالحدود.
(٤) فى أ : وقع (جاثِمِينَ) بعد (الْمُرْسَلِينَ) وهو مخالف للترتيب.