تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ) (٩٥) وهو يمين من أولاده على أنه لم يزل على محبة يوسف.
٢٣٠ ـ قوله : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) (١٠٩) ، وفى الأنبياء : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ) (٧) بغير (مِنْ) ، لأن (قبل) اسم للزمان السابق على ما أضيف إليه. و (مِنْ) تفيد استيعاب الطرفين ، وما فى هذه السورة للاستيعاب (١) ، وقد يقع (قبل) على بعض ما تقدم ، كما فى الأنبياء فى قوله : (ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ) (٦). ثم وقع عقيبها : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ) (٧) بحذف (مِنْ) لأنه بعينه.
٢٣١ ـ قوله : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) (١٠٩) بالفاء ، وفى الروم (٩) ، والملائكة (٢) (٤٤) بالواو ، لأن الفاء تدل على الاتصال والعطف ، والواو تدل على العطف المجرد ، وفى السورة قد اتصلت بالأول لقوله : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا) حال من كذبهم ، وما نزل بهم من العذاب ، وليس كذلك فى الروم والملائكة.
٢٣٢ ـ قوله : (وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ) (١٠٩) ، وفى الأعراف : (وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ) (١٦٩) على الصفة ، لأن فى هذه السورة تقدم ذكر الساعة ، وصار التقدير : ولدار الساعة الآخرة ، فحذف الموصوف ، وفى الأعراف تقدم قوله : (عَرَضَ هذَا الْأَدْنى) (١٦٩). أى : المنزل الأدنى ، فجعله وصفا للمنزل ، والدار الدنيا والدار الآخرة بمعناه ، فأجرى مجراه. تأمل فى هذه السورة فإن فيها برهانا لأحسن القصص.
__________________
(١) إنما كان ما فى هذه السورة للاستيعاب لأن المراد ـ والله أعلم ـ هو توجيه الأنظار إلى استيعاب تواريخ المكذبين ومعرفة عواقبهم ، وهو أمر لا يتحقق إلا فى استيعاب قاعدة الهلاك لجميع المكذبين.
أما فى سورة الأنبياء فالمراد ـ والله أعلم ـ هو توجيه النظر إلى أن المرسلين بشر يوحى إليهم وليسوا ملائكة لا يأكلون ولا يشربون. وهو أمر يتحقق بمعرفة البعض.
(٢) سورة الملائكة : أى سورة فاطر (المراجع).