ما تقتضيه الآيات قبلها وبعدها ، وهى : (عِوَجاً (١) ـ أَبَداً (١) ـ وَلَداً). وجلّها قبل آخرها متحرك.
وأما رفع (يُبَشِّرُ) فى سبحان ، ونصبها فى الكهف ، فليس من المتشابه.
٢٧٣ ـ قوله : (لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً) (٢٢) ، وقوله : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) (٢٩) ، وقوله : (وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً) (٣٩) ، فيها بعض المتشابه ويشبه التكرار ، وليس بتكرار ، لأن الأولى فى الدنيا ، والثالثة فى العقبى (الثانية) الخطاب فيها للنبى صلىاللهعليهوسلم والمراد به غيره ، وذلك أن امرأة بعثت صبيّا لها إليه مرة بعد أخرى تسأله قميصا ، ولم يكن عليه ولا له صلىاللهعليهوسلم قميص غيره فنزعه ودفعه إليه ، فدخل وقت الصلاة فلم يخرج حياء ، فدخل عليه أصحابه فوجدوه على تلك الحالة ، فلاموه على ذلك ، فأنزل الله تعالى : (فَتَقْعُدَ مَلُوماً) يلومك الناس (مَحْسُوراً) مكشوفا (٢). هذا هو الأظهر من تفسيره.
٢٧٤ ـ قوله : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا) (٤١) ، وفى آخر السورة : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ) (٨٩). إنما لم يذكر فى أول سبحان الناس لتقدم ذكرهم فى السورة (٣) ، وذكرهم فى آخر السورة (٨٩) ، وذكرهم فى الكهف (٤) إذ لم يجر ذكرهم ، لأن ذكر الإنس والجن جرى معا (٥) ، فذكر الناس كراهة
__________________
(١) فى ب : وكذا خطأ.
(٢) أخرجه السيوطى فى : (الدر المنثور ٤ / ١٧٨) ، وعزاه إلى ابن أبى حاتم عن المنهال ابن عمرو ، وابن جرير عن ابن مسعود ، والأجهورى فى (إرشاد الرحمن ورقة ١٢٤ أ).
(٣) وذلك قوله تعالى : (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) [٣].
(٤) فى الكهف : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) [٥٤].
(٥) جرى ذكر الإنس والجن معا فى الكهف آية ٥٠ : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِ) [٥٠].