الالتباس (١).
وقدمه على قوله : (فِي هذَا الْقُرْآنِ) كما قدمه فى قوله : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) (٨٨) ، ثم قال : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ) (٨٩).
وأما فى الكهف فقدم (فِي هذَا الْقُرْآنِ) لأن ذكره جل الغرض ، وذلك أن اليهود سألته عن قصة أصحاب الكهف وقصة ذى القرنين فأوحى الله إليه فى القرآن ، فكان تقديمه فى هذا الموضع أجدر ، والعناية بذكره أحرى.
٢٧٥ ـ قوله : (وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً (٢) أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) (٤٩) ، ثم أعادها فى آخر السورة بعينها ، من غير زيادة ولا نقصان (٩٨) ، لأن هذا ليس بتكرار ، فإن الأول من كلامهم فى الدنيا ، حين جادلوا الرسول صلىاللهعليهوسلم وأنكروا البعث. والثانى من كلام الله تعالى ، حين جازاهم على كفرهم ، وقولهم وإنكارهم البعث ، فقال : (مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ) (٣) (زِدْناهُمْ سَعِيراً. ذلِكَ جَزاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنا وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) «٩٧ ، ٩٨».
٢٧٦ ـ قوله : (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنا) (٩٨) ، وفى الكهف : (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا) (١٠٦) ، اقتصر فى هذه السورة على الإشارة لتقدم ذكر جهنم (٤).
ولم يقتصر فى الكهف على الإشارة دون العبارة لما اقترن بقوله :
__________________
(١) لأنه لو لم يذكر الناس لالتبس بالملائكة والجن.
(٢) الرفات : الحطام.
(٣) خبت : طفئت.
(٤) ذكرت جهنم فى الإسراء : (مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ) [٦٧].