(جَنَّاتُ) (١٠٧) (١) ، فقال : (جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا) الآية (١٠٦). ثم قال : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) (١٠٧) ليكون الوعد والوعيد كلاهما ظاهرين للمستمعين.
٢٧٧ ـ قوله : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ) (٥٦) ، وفى سبأ : (ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) (٢٢) ، لأنه يعود إلى الرب (فى هذه السورة) ، وقد تقدم ذكره فى الآية الأولى وهو قوله : (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ) (٥٥) ، وفى سبأ لو ذكر بالكناية لكان يعود إلى الله كما صرح (٢) ، فعاد إليه ، وبينه وبين ذكره سبحانه صريحا أربع عشرة آية ، فلما طالت الآيات صرح ولم يكن.
٢٧٨ ـ قوله : (أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي) (٦٢) ، وفى غيرها : (أَرَأَيْتَ) ، لأن ترادف الخطاب يدل على أن المخاطب به أمر عظيم ، وخطب فظيع ، وهكذا هو فى هذه السورة ، لأنه لعنة الله ضمن أخطال ذرية بنى آدم عن آخرهم إلّا قليلا ، ومثل هذا : (أَرَأَيْتَكُمْ) فى الأنعام فى موضعين وقد سبق (٣).
٢٧٩ ـ قوله : (وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى) (٩٤) ، وفى الكهف بزيادة : (وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ) (٥٥) ، لأن ما فى هذه السورة ، معناه : ما منعهم عن الإيمان بمحمد صلىاللهعليهوسلم إلّا قولهم : (أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً) (٩٤) ، هلّا بعث ملكا؟ وجهلوا أن التجانس يورث التآنس ، والتغاير يورث التنافر. وما فى الكهف معناه : منعهم عن الإيمان والاستغفار (٤) إلّا إتيان سنّة الأولين.
__________________
(١) فى قوله تعالى : (كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) [١٠٧].
(٢) وذلك فى قوله تعالى فى هذه السورة : (أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) [٨].
(٣) هما الآيتان : ٤٠ ، ٤٧ من سورة الأنعام ، وسبق الكلام فيهما فى الفقرة رقم ١٠١.
(٤) فى ب : والاستعفاء.