المجيد الكريم .. هكذا سماه الله بأسمائه للدلالة الواضحة على أنه فوق متناول أى بشر أو ملك فى الكون.
موضوع واحد هو : إثبات وحدانية الله ، ونفى ما عداه من الأوثان وأوهام العقائد الملحدة.
وفى سبيل إثبات الوحدانية الإلهية استخدم القرآن كل المعارف والعلوم ، وشرع الشريعة الحارسة على هذا الاعتقاد الصحيح ، ووضع الضوابط لعلم الاجتماع الإنسانى ، وكيف لا تتضارب المصالح ، ولا تتصارع الأمم ، وأشار إلى مواطن النماء المالى فى الأرض وفى البحر ، ورسم الخط الواضح للسياسة المالية فى جميع العصور ، ومن منهجه التربوى كان منهج التعليم الأمثل الذى يجب أن يسير عليه الناس إذا طلبوا العافية والسلامة فى دنياهم وأخراهم ، ورفع همم المؤمنين عن الماديات إلى المعارف الروحية فيما وراء المادة.
وقد نقل الإمام السيوطى فى الإتقان عن أبى الفضل المرسى فى تفسيره أنه قال :
«جمع القرآن علوم الأولين والآخرين ، بحيث لم يحظ بها علما حقيقة إلّا المتكلم بها ، ثم رسول الله صلىاللهعليهوسلم خلا ما استأثر الله بعلمه ، ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم ، مثل الخلفاء الأربعة ، وابن مسعود ، وابن عباس ، حتى قال : لو ضاع لى عقال بعير لوجدته فى كتاب الله. ثم ورث عنهم التابعون بإحسان ، ثم تقاصرت الهمم ، وفترت العزائم ، وتضاءل أهل العلم ، وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه ، فنوعوا علومه ، وقامت كل طائفة بفن من فنونه ، فاعتنى قوم بضبط لغاته .. واعتنى النحاة بالمعرب والمبنى منه من الأسماء والأفعال والحروف العاملة وغيرها .. حتى إن بعضهم أعرب مشكله ، وبعضهم أعربه كلمة كلمة ..
واعتنى المفسرون بألفاظه ، فوجدوا لفظا يدل على معنى واحد ،