القسم وغيره ، وهو بعينه الموجب لذكره فى أوائل سائر السور المبدوءة به ، وزاد فى الأعراف صادا لما جاء بعده : (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ) (١) ولهذا قال بعض المفسرين : معنى (المص) (٢) ألم نشرح لك صدرك. وقيل : معناه المصور. وزاد فى الرعد راء لقوله بعده : (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ) (٣).
٦ ـ قوله : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ) (٤) ، وفى يس : (وَسَواءٌ) (٥) بزيادة واو ، لأن ما فى البقرة جملة هى خبر عن اسم إن ، وما فى يس جملة عطفت بالواو على جملة.
٧ ـ قوله : (آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ) (٦) ليس فى القرآن غيره تكرار العامل مع حرف العطف لا يكون إلّا للتأكيد ، وهذه حكاية كلام المنافقين ، وهم أكّدوا كلامهم نفيا للريبة ، وإبعادا للتهمة ، فكانوا فى ذلك كما قيل : (يكاد المريب يقول خذونى). فنفى الله الإيمان عنهم بأوكد الألفاظ فقال : (وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) (٧) ، ويكثر ذلك مع النفى ، وقد جاء فى القرآن فى موضعين : فى النساء : (وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) (٣٨) ، وفى التوبة : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) (٢٩).
٨ ـ قوله : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) (٢١) ليس فى القرآن غيره ، لأن العبادة فى الآية : التوحيد (٨).
__________________
(١) سورة الأعراف : ٢.
(٢) سورة الأعراف : ١.
(٣) سورة الرعد : ٢.
(٤) سورة البقرة : ٦.
(٥) سورة يس : ١٠.
(٦) سورة البقرة : ٨.
(٧) سورة البقرة : ٨.
(٨) انظر فى تفسير هذه الآية القرطبى ١ / ٢٣٨ ، والكشاف ١ / ٨٠ ، والبيضاوى ١ / ١٦ ، ومثل قوله تعالى : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات : ٥٦. أى يوحدون ، ومثل قوله تعالى : (فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) الزخرف ٨١. أى الموحدين انظر تفسير الطبرى ٢٧ / ٢٢٨ ، والقرطبى ١٧ / ٥٥ (المراجع).