أراد : إنى لغريب وقيار كذلك. فتأمل فيها وفى أمثالها يظهر لك إعجاز القرآن.
٢١ ـ قوله : (أَيَّاماً مَعْدُودَةً) (٨٠) ، وفى آل عمران : (أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) (٢٤) ، لأن الأصل فى الجمع إذا كان واحده مذكرا أن يقتصر فى الوصف على التأنيث ، نحو قوله : (فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ. وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ. وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ. وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ) «٨٨ : ١٣ ـ ١٦» ، وقد يأتى : سرر مرفوعات على تقدير : ثلاث سرر مرفوعة ، وتسع سرر مرفوعات ، إلّا أنه ليس بالأصل ، فجاء فى البقرة على الأصل ، وفى آل عمران على الفرع. وقوله : (فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ) (٢٠٣). أى : فى ساعات أيام معدودات (١) ، وكذلك (فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) «٢٢ : ٢٨».
٢٢ ـ قوله : (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ) «٩٤ ، ٩٥» ، وفى الجمعة : (وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ) (٧) ، لأن دعواهم فى هذه السورة بالغة قاطعة ، وهى : كون الجنة (لهم) (٢) بصفة الخلوص ، فبالغ فى الرد عليهم بلن ، وهو أبلغ (٣) ألفاظ النفى ، ودعواهم فى الجمعة قاصرة مترددة ، وهى زعمهم أنهم أولياء الله (٤) ، فاقتصر على (لا).
٢٣ ـ قوله : (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (١٠٠) ، وفى غيرها : (لا يَعْقِلُونَ) ـ (لا يَعْلَمُونَ) ، لأنهم بين ناقض عهد ، وجاحد حق ، إلّا القليل ، منهم عبد الله بن سلام وأصحابه ، ولم يأت هذان المعنيان معا (٥) فى غير هذه السورة.
__________________
(١) وذلك لأن المراد من (اذكروا) أن يكبروا فى اليوم الواحد فى أدبار الصلوات الخمس ، فحذفت الساعات ، وأقيم المضاف إليها مقامها.
(٢) سقطت من ب.
(٣) فى ب : بما هو أبلغ.
(٤) وذلك فى قوله تعالى : (قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ) [٦]. فدعواهم هنا ليست المطلوب الذى ليس وراءه مطلوب كدعواهم فى البقرة أن الدار الآخرة خالصة لهم من دون الناس.
(٥) وهما : نقض العهد ، وجحد الحق عند اليهود ، ويوضحه قوله تعالى فى نفس =