قوله : (وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ) [٥٤] يعني : ارجعوا له بالدعاء والتضرع والمسألة (وَأَسْلِمُوا لَهُ) [٥٤] يعني : فوضوا الأمور كلها إليه.
قوله : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) [٥٦] قال : يعني اشتغلت بعاجل الدنيا ولذة الهوى ومتابعة النفس ، وضيعت في جنب الله ، يعني في ذات الله القصد إليه ، والاعتماد عليه بترك مراعاة حقوقه وملازمة خدمته.
قوله تعالى : (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [٦٣] بيده مفاتيح القلوب ، يوفق من يشاء لطاعته وخدمته بالإخلاص ، ويصرف من يشاء عن بابه.
قوله : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) [٦٧] أي ما عرفوه حق معرفته في الأصل والفرع.
قوله : (فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) [٦٨] قال : باطن الآية أن الملائكة إنّما يؤمرون بالإمساك عن الذكر لا بالنفخة ولا بنزع عزرائيل ، لأن الله أحياهم بذكره ، كما أحيا بني آدم بأنفاسهم ، قال الله تعالى : (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ) [الأنبياء : ٢٠] فإذا أمسك الذكر عنهم ماتوا.
قوله : (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) [٦٩] قال : قلوب المؤمنين يوم القيامة تشرق بتوحيد سيدهم ، والاقتداء بسنة نبيهم صلىاللهعليهوسلم.
قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) [٧٤] قال : إن الحمد منهم في الجنة ليس على جهة التعبد ، إذ التعبد قد رفع عنهم ، كما رفع خوف الكسب والقطع ، وبقي خوف الإجلال والتعظيم لله عزوجل ، وإنما الحمد منهم لذة لنفس الطبع ونفس الروح والعقل ، والله سبحانه وتعالى أعلم.