أحوال للأنبياء صلوات الله عليهم ، وإن صلىاللهعليهوسلم عبد الله تعالى بجميع أحوال الأنبياء ، وليس في الجنة ورقة من أوراق الأشجار إلا ومكتوب عليها محمد صلىاللهعليهوسلم (١) ، به ابتدأ الأشياء وبه ختمها ، فسماه خاتم النبيين.
قوله تعالى : (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) [٧٥] قال : إن الله تعالى أشرفه على حركة النفس الطبيعية وسكونها ، ولم يشرفه على علمه ، لأنه ممحو عنه أو مثبت عليه ، لئلا يسقط الخوف والرجاء عن نفسه ، فكان إذا ذكره تأوه منه وسكت عن مسألة علم الخاتمة إذ لم يكن له مع الله عزوجل اختيار. ثم قال سهل : إن الخوف رجل وإن الرجاء أنثى (٢) ، ولو قسم ذرة من خوف الخائفين على أهل الأرض لسعدوا بذلك. فقيل له : فكم يكون مع الخائفين هكذا؟ فقال : مثل الجبل الجبل.
قوله تعالى : (هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) [٧٨] أي هن أحل لكم تزويجا من إتيان الفاحشة.
قوله تعالى : (وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ) [٨٨] قال : كل عالم أعطي علم الشر ، وليس هو مجانبا للشر ، فليس بعالم ، ومن أعطي علم الطاعات وهو غير عامل بها ، فليس بعالم. وقد سأل رجل سهلا فقال : يا أبا محمد ، إلى من تأمرني أن أجلس إليه؟ فقال : إلى من تحملك جوارحه لا لسانه.
قوله تعالى : (وَلَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ) [٩١] قال : حكى محمد بن سوار عن أبي عمرو ابن العلاء أنه قال : الرهط الملأ ، والنفر الرجال من غير أن تكون فيهم امرأة.
قوله تعالى : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) [١١٣] قال : أي لا تعتمدوا في دينكم إلا على سنتي.
__________________
(١) ورد مثل هذا القول عن ابن عباس في الحلية ٣ / ٣٠٤ ؛ ومجمع الزوائد ٩ / ٥٨ ؛ والمعجم الكبير ١١ / ٧٦.
(٢) قوت القلوب ١ / ٤١٦.