يده ، فيحكم في ما أرى (١) ، فإن أبيت فسيّرني إلى الترك ، فأقاتلهم حتى أموت. فأرسل عمر إلى ابن زياد بذلك ، فهمّ أن يسيّره إلى يزيد ، فقال له شمر بن جوشن ـ كذا قال : والأصح شمر بن ذي (٢) الجوشن ـ : لا أيها الأمير ، إلا أن ينزل على حكمك ، فأرسل إليه بذلك ، فقال الحسين : والله لا أفعل. وأبطأ عمر ، فأرسل إليه ابن زياد شمر المذكور فقال : إن تقدّم عمر وقاتل وإلّا فأقتله وكن مكانه ، وكان مع عمر ثلاثون رجلا من أهل الكوفة ، قالوا : يعرض عليكم ابن بنت رسول الله ثلاث خصال ، فلا تقبلون منها شيئا! وتحوّلوا مع الحسين فقاتلوا (٣).
وقال عبّاد بن العوّام ، عن حصين ، عن سعد بن عبيدة قال : رأيت الحسين وعليه جبّة برود (٤) ، ورماه رجل يقال له عمرو بن خالد الطهوي بسهم ، فنظرت إلى السهم معلّقا بجنبه (٥).
وقال ابن عيينة ، عن أبي موسى ، عن الحسن قال : قتل (٦) مع الحسين رضياللهعنه ستة عشر رجلا من أهل بيته.
وعن غير واحد قالوا : قاتل يومئذ الحسين ، وكان بطلا شجاعا إلى أن أصابه سهم في حنكه ، فسقط عن فرسه ، فنزل شمر ، وقيل غيره ، فاحتزّ رأسه ، ف (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ).
__________________
(١) في البداية والنهاية للحافظ ابن كثير ٨ / ١٧٥ : قد روى أبو مخنف : حدثني عبد الرحمن بن جندب ، عن عقبة بن سمعان قال : لقد صحبت الحسين من مكة إلى حين قتل ، والله ما من كلمة قالها في مواطن إلا وقد سمعتها ، وإنه لم يسأل أن يذهب إلى يزيد فيضع يده إلى يده ، ولا أن يذهب إلى ثغر من الثغور ، ولكن طلب منهم أحد أمرين : إما أن يرجع من حيث جاء وإما أن يدعوه يذهب في الأرض العريضة حتى ينظر ما يصير أمر الناس إليه. وأورد ابن جرير نحو هذا في تاريخه ٥ / ٤١٤.
(٢) في الأصل «دلى» ، والتصحيح من (ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى ص ١٤٦) حيث ترجم لأبي عبد الله الحسين في صفحات.
(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣٣٨.
(٤) في (مجمع الزوائد) : جبة خز دكناء.
(٥) تهذيب تاريخ دمشق ٤ / ٣٣٨.
(٦) في سير أعلام النبلاء ٣ / ٣١٢ «أقبل مع الحسين».