يومئذ الفرخان (١) ، فانهزم الفرخان والمشركون.
* * *
(وفيها) ظهرت الخوارج الذين بمصر ، ودعوا إلى عبد الله بن الزبير ، وكانوا يظنّونه على مذهبهم ، ولحق به خلق من مصر إلى الحجاز ، فبعث ابن الزبير على مصر : عبد الرحمن بن جحدم الفهري (٢) ، فوثبوا على سعيد الأزدي فاعتزلهم.
وأما الكوفيون ، فإنّهم بعد هروب ابن زياد اصطلحوا على عامر بن مسعود الجمحيّ ، فأقرّه ابن الزبير (٣)
* * *
(وفيها) هدم ابن الزبير الكعبة لما احترقت ، وبناها على قواعد إبراهيم الخليل ، صلّى الله عليه وعلى نبيّنا ـ الحديث المشهور ـ ، وهو في البخاري ، ومتنه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «يا عائشة ، لو لا أنّ قومك حديثو عهد بكفر لنقضت الكعبة ، ولأدخلت الحجر في البيت ، ولجعلت لها بابين ، بابا يدخل الناس منه ، وبابا يخرجون منه ، وقال : «إنّ قريشا قصّرت بهم النفقة ، فتركوا من أساس إبراهيم الحجر ، واقتصروا على هذا» ، وقال : «إنّ قومك عملوا لها بابا عاليا ، ليدخلوا من أرادوا ، أو يمنعوا من أرادوا» (٤)
فبناه ابن الزبير كبيرا ، وألصق بابه بالأرض ، فلما قتل ابن الزبير وولّي الحجّاج على مكة أعاد البيت على ما كان في زمن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، ونقض حائطه
__________________
= المراتب العظيمة عند الفرس. (التنبيه والإشراف للمسعوديّ ٩١).
(١) في تاريخ خليفة ٢٦١ «البرجان».
(٢) تاريخ الطبري ٥ / ٥٣٠ و ٥٤٠.
(٣) تاريخ الطبري ٥ / ٥٢٤
(٤) أخرجه البخاري في العلم ١ / ١٩٨ ١ / ١٩٨ و ١٩٩ ، باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشدّ منه ، وفي الحج ، باب فضل مكة وبنيانها ، وفي الأنبياء ، باب قول الله تعالى (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) ، وفي تفسير سورة البقرة ، باب قوله تعالى : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ) ، وفي التمنّي ، باب ما يجوز من اللّو. وأخرجه مسلم في الحجّ (١٣٣٣) باب نقض الكعبة وبنائها.