وقدم البصرة يحثّ على قتال الأزارقة (١).
* * *
وفيها خرج داود بن النّعمان المازنيّ بنواحي البصرة ، فوجّه الحجّاج لحربه الحكم بن أيّوب الثقفيّ متولّي البصرة ، فظفر به ، فقتله ، فقال شاعرهم :
ألا فاذكرن داود إذ باع نفسه |
|
وجاد بها يبغي الجنان العواليا (٢) |
* * *
وفيها غزا محمد بن مروان الصّائفة (٣) عند خروج الروم بناحية مرعش (٤).
* * *
وفيها خطبهم عبد الملك بمكّة لما حجّ ، فحدّث أبو عاصم ، عن ابن جريج ، عن أبيه قال : خطبنا عبد الملك بن مروان بمكّة ، ثم قال : أما بعد ، فإنّه كان من قبلي من الخلفاء يأكلون من هذا المال ويؤكلون ، وإنّي والله لا أداوي أدواء هذه الأمّة إلّا بالسيف ، ولست بالخليفة المستضعف ـ يعني عثمان ـ ولا الخليفة المداهن ـ يعني معاوية ـ ولا الخليفة المأبون (٥) ـ يعني يزيد ـ وإنّما نحتمل لكم ما لم يكن عقد راية. أو وثوب على منبر ، هذا عمرو بن سعيد حقّه حقّه وقرابته قرابته ، قال برأسه هكذا ، فقلنا بسيفنا هكذا ، ألا فليبلّغ الشاهد الغائب (٦).
* * *
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ / ٢١٠.
(٢) تاريخ خليفة ٢٧٢ وفيه «فاذكروا».
(٣) الصائفة : غزوة الروم لأنهم كانوا يغزون صيفا لمكان البرد والثلج. (القاموس المحيط).
(٤) تاريخ خليفة ٢٧٢ ، تاريخ الطبري ٦ / ٢٠٢ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٣٧٤.
(٥) كذا في الأصل ، وفي (العقد الفريد) «المأمون».
(٦) انظر بعض الخطبة في : العقد الفريد ٤ / ٩٠ ، ٩١ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٧٤.