فدخلنا المدائن ، فو الله إنه ليخطبنا إذ جاءته البشرى بالنصر ، فقال : ألم أبشّركم بهذا؟ قالوا : بلى والله.
قال : يقول لي رجل همدانيّ من الفرسان : أتؤمن الآن يا شعبيّ؟ قلت : بما ذا؟ قال : بأنّ المختار يعلم الغيب ، ألم يقل إنهم انهزموا ، قلت : إنما زعم أنهم هزموا بنصيبين ، وإنما كان ذلك بالخازر من الموصل ، فقال لي : والله لا تؤمن حتى ترى العذاب الأليم يا شعبيّ (١).
وروي أنّ أحد عمومة الأعشى كان يأتي مجلس أصحابه ، فيقولون : قد وضع اليوم وحي ما سمع الناس بمثله ، فيه نبأ ما يكون من شيء (٢).
وعن موسى بن عامر قال : إنما كان يصنع لهم ذلك عبد الله بن نوف ويقول : إنّ المختار أمرني به ، ويتبرّأ منه المختار (٣).
وفي المختار يقول سراقة بن مرداس البارقيّ الأزديّ :
كفرت بوحيكم وجعلت نذرا |
|
عليّ هجاكم (٤) حتّى الممات |
أري عينيّ ما لم تبصراه (٥) |
|
كلانا عالم بالترّهات (٦) |
* * *
وفيها وقع بمصر طاعون هلك فيه خلق من أهلها (٧).
وفيها ضرب الدنانير بمصر عبد العزيز بن مروان ، وهو أول من ضربها في الإسلام.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ / ٩٢ ، وانظر : الأخبار الطوال ٢٨٩ ، ٢٩٠.
(٢) تاريخ الطبري ٦ / ٨٥.
(٣) تاريخ الطبري ٦ / ٨٥.
(٤) في تاريخ الطبري ٦ / ٥٥ : «قتالكم».
(٥) كذا عند الطبري ، وفي الأصل : «ما لم ترياه».
(٦) في تاريخ الطبري ٤ أبيات (٦ / ٥٥) وفي الكامل ٤ / ٢٣٩ ثلاثة أبيات ، وكذلك في الأخبار الطوال ٣٠٣.
(٧) تاريخ خليفة ٢٦٣.