ثم حمل حتى بلغ الحجون ، فأصيب بآجرّة في وجهه شجّته ، فقال :
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا |
|
ولكن على أقدامنا تقطر الدّما (١) |
ثم تكاثروا عليه فقتلوه ، وبعث برأسه ، ورأسي عبد الله بن صفوان ، وعمارة بن عمرو بن حزم إلى الشام بعد أن نصبوا بالمدينة (٢).
واستوسق (٣) الأمر لعبد الملك بن مروان ، واستعمل على الحرمين الحجّاج بن يوسف ، فنقض الكعبة التي من بناء ابن الزبير ، وكانت تشعّثت من المنجنيق ، وانفلق الحجر الأسود من المنجنيق فشعّبوه ، وبناها الحجّاج على بناء قريش ولم ينقضها إلّا من جهة الميزاب ، وسدّ الباب الّذي أحدثه ابن الزبير وهو ظاهر المكان (٤).
* * *
وفيها غزا محمد بن مروان بن الحكم قيسارية وهزم الروم (٥).
وفيها سار عمر بن عبيد الله التّيمي بأهل البصرة في نحو عشرة آلاف لحرب أبي فديك ، فالتقوا ، فكان على ميمنة أهل البصرة محمد بن موسى بن طلحة ، وعلى الميسرة أخوه عمر بن موسى. فانكسرت الميسرة ، وأثخن
__________________
(١) في أكثر النسخ «الدم» وهو وهم. والبيت للحصين بن الحمام المرّي ، في ديوان الحماسة بشرح المرزوقي ١ / ١٩٢ ، وتاريخ الطبري ٦ / ١٩٢ ، وقال البلاذري حين ذكر البيت إنه لخالد بن الأعلم حليف بني مخزوم وهو عقيلي ، وقال بعضهم هو لأبي عزّة الجمحيّ (أنساب الأشراف ٥ / ٣٦٥) ، والبيت أيضا في : الأخبار الطوال ٣١٥ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٣٥٦ ، ومروج الذهب ٣ / ١٢١.
(٢) تاريخ الطبري ٦ / ١٩٢ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٣٥٦ ، ٣٥٧.
(٣) استوسق الأمر : اجتمع.
(٤) تاريخ الطبري ٦ / ١٩٥ (حوادث سنة ٧٤ ه.) ، الكامل في التاريخ ٤ / ٣٦٥ ، أنساب الأشراف ٥ / ٣٧٣ ، أخبار مكة ١ / ٢٠٨ ، ٢٠٩ ، شفاء الغرام (بتحقيقنا) ١ / ٣١١ ، ٣١٢ ، تاريخ خليفة ٢٧١ ، الأخبار الطوال ٣١٦ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٧٢ ، وقال اليافعي : «وأما قول الذهبي فنقض الكعبة وأعادها إلى بنائها في زمن النبي صلىاللهعليهوسلم فظاهره أنه نقض الكعبة كلها وليس بصحيح». (مرآة الجنان ١ / ١٥١).
(٥) تاريخ الطبري ٦ / ١٩٤ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٣٦٣.