وإيّاك ممّن يريد بعمله الله ورضوانه (١).
فردّ عليه الجواب يحضّه على المجيء ، فجمع شبيب قومه ، منهم أخوه مصاد ، والمحلّل بن وائل اليشكريّ ، وإبراهيم بن حجر المحلّميّ ، والفضل بن عامر الذّهليّ ، وقدم على صالح وهو بدارا (٢) ، فتصمّدوا مائة وعشرة أنفس (٣) ، ثمّ وثبوا على خيل لمحمد بن مروان فأخذوها ، وقويت شوكتهم وأخافوا المسلمين (٤).
* * *
وفيها غزا حسّان بن النّعمان الغسّاني إفريقية وقتل الكاهنة (٥).
ولما خرج صالح بن مسرّح بالجزيرة (٦) ندب لحربه عديّ بن عديّ بن عميرة الكنديّ (٧) ، فقاتلهم ، فهزم عديّا ، فندب لقتاله خالد بن جزء (٨) السّلميّ ، والحارث العامريّ ، فاقتتلوا أشدّ قتال ، وانحاز صالح إلى العراق ، فوجّه الحجّاج لحربه عسكرا ، فاقتتلوا ، ثم مات صالح بن مسرّح مثخنا بالجراح في جمادى الآخرة ، وعهد إلى شبيب بن يزيد ، فالتقى شبيب هو وسورة بن الحرّ (٩) ، فانهزم سورة بعد قتال شديد.
ثم سار شبيب فلقي سعيد بن عمرو الكنديّ ، فاقتتلوا ، ثم انصرف شبيب فهجم على الكوفة ، وقتل بها أبا سليم مولى عنبسة بن أبي سفيان والد
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ / ٢١٨ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٣٩٣ ، نهاية الأرب ٢١ / ١٦١.
(٢) تاريخ الطبري ٦ / ٢١٩ ، الكامل ٤ / ٣٩٣ ، نهاية الأرب ٢١ / ١٦١.
(٣) وفي رواية : «مائة وعشرين». (الطبري ٦ / ٢٢٠).
(٤) انظر الخبر مفصّلا في تاريخ الطبري ٦ / ٢٢٠ ـ ٢٢٣ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٣٩٤ ـ ٣٩٧ ، ونهاية الأرب ٢١ / ١٦٢ ـ ١٦٤.
(٥) البيان المغرب ١ / ٣٤.
(٦) في الأصل «الحرّة» والتصحيح من : تاريخ خليفة ، والطبري ، وغيرهما.
(٧) في الأصل «الكنيدي» وهو تحريف ، والتصويب من : تاريخ خليفة ، والطبري ، وغيرهما.
(٨) في تاريخ خليفة «خالد بن عبد الله السلمي» ، والمثبت يتفق مع الطبري.
(٩) هو : سورة بن أبجر الحرّ.